تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

الصاروخ الإيراني في معارك الحوثي اليماني

نوفمبر 28, 2023 | 0 تعليقات

فجأة خاض الحوثيون بنعلهم الصيفية وبخناجرهم المعقوفة وبنادقهم العتيقة القذرة موجة مواجهات وحرب نيابة مع إسرائيل، فهم يريدون أن يكونوا لاعباً مؤثراً في حرب الإخوان المسلمين (حماس) المتشيعة على إسرائيل العلمانية الغربية اليهودية. مجموعة تناقضات وخلطة بهارات غير متجانسة تريد تخريب المنطقة.

المصادفة معي هي أنى إبان حرب حماس إسرائيل الدامية المدمرة كنت اتعرف على أسرار اليمن من خلال رواية الكاتب اليماني المبدع علي المقري “حرمة” وهي تكشف الاستار عن كل ما يجري في ذلك المجتمع الموغل في الفقر والعوز والتخلف، وهي صرخة تعلن في النهاية أنّ العِرض مصون بالدماء طالما كان مجانياً، أما لو ساهم في دخل البيت كيفما كان، فهذه مسالة فيها نظر. خطورة كشف المقري عما يجري في مجتمعه أنّ اليمن الذي كان يلقب بالسعيد تداركته المصائب والأزمات واطماع الساسة وجهل الناس، ليصبح إمارة حوثية. وفي 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أعلنت حركة أنصار الله (الحوثيون) للمرة الأولى استهداف إسرائيل بعدد كبير من الصواريخ والمسيّرات، ثم تبعتها بهجمات من عدة أنواع، كان من بينها خطف سفينة، وربما سنسمع عن خطف طائرة أو خطف قطار أو خطف قافلة إبل من النوق العصافير المحملة بالمسك والبخور.لكن الحوثيين، قبل هذا التورط، ما برحوا يسعون أن يعودوا باليمن إلى عصر الإمام يحيى الظلامي. والإمام يحيى لمن لا يعرف هو الذي منع الكهرباء والمدارس واواني البورسلين، ومنع ارتداء الأحذية وآثار هذا المنع باقية حتى اليوم في عموم اليمن، فرجال اليمن يرتدون نعال وليس حذاء!  يحيى سعى إلى حظر كل ما له صلة بالحضارة والتمدن والتقدم عن اليمن السعيد ليحوله إلى إمارة زيدية غارقة بالتخلف. الحوثيون المسلحون بالصواريخ اليوم هم امتداد للإمام يحيى وعودة غير معلنة لسلطته الباغية الظلامية.

انبثقت حركة الحوثي من الصراع المسلح مع الحكومة المركزية في اليمن، لكن جذورها العقائدية تعود إلى المذهب الزيدي، أحد امتدادات الإسلام الشيعي، الأقرب فقيهاً إلى الإسلام السني.واشتد عود الحركة الحوثية مع تصاعد المد الإسلامي بعد حملة صدام حسين الايمانية التي جندت الاخوان المسلمين والحركات الإسلامية لدعمه، وكان صدام حسين حليفاً استراتيجياً لرئيس اليمن علي عبد الله صالح، وهو الذي صاغ أفكاره وتحالفاته وتوجهاته، إلى حد كبير منذ ثمانينات القرن العشرين وحتى مقتله في أوج الربيع العربي سيء الصيت.

المفارقة أنّ علي عبد الله صالح الذي يلقبه اليمانيون بالثعلب، قد قُتل بعدما أعلن فض تحالفه مع الحوثيين، بعد قتال مرير بين قواته وبين قواتهم في معركة صنعاء. وفي 4 ديسمبر 2017، فجر الحوثيون منزل صالح مما أسفر عن مقتله. فيما أفادت تقارير أخرى أن صالح قتل برصاص قناص حوثي أثناء محاولته الفرار، وقد كشفت صور جثمان صالح وهو ملقى في حوض شاحنة صغيرة عن مخرج رصاصة واضح في جمجمته ما يؤيد إلى حد كبير فرضية مقتله برصاصة قناص حوثي. وارتبط الزعيم الأول للحركة حسين بدر الدين الحوثي، في بداية مسيرته السياسية بحزب سياسي عُرف باسم “الحق” وفاز بمقعدين في برلمان اليمن في انتخابات 1993، وشغل حسين أحدهما خلال الفترة ما بين 1993 إلى 1997.

وبعد 11 سبتمبر/أيلول 2001 وزلزال أفغانستان والعراق وما اعقبها، اتبع حسين الحوثي، نهجاً فكرياً جمع بين “إحياء العقيدة” و”معاداة الإمبريالية” متأثراً بطروحات الثورة الإسلامية في إيران. ثم تحولت الحركة إلى تنظيم مسلح في عام 2004 وما لبث أن قتل حسين الحوثي ليخلفه شقيقه الأصغر عبد الملك في القيادة. واتخذت الحركة أسماء مختلفة حتى استقرت على اسم “أنصار الله”. خاضت الحركة حرباً مع حكومة صالح، وتجسدت تلك الحرب في ست مواجهات جرت بين عامي 2004 و2010 في مناطق انتشار الحوثيين في الشمال. ثم احتشدت السعودية وحلفائها الخليجيين لقتال الحوثيين عام 2010 إلى جانب قوات الحكومة اليمنية، وما زالت المواجهات جارية حتى اليوم، على الأقل من الناحية الرسمية وإن كانت المعارك قد توقفت على الأرض. والتقى مسؤولون سعوديون مع الحوثيين، في حضور وسطاء من عمان، في التاسع من أبريل/ نيسان 2023 في العاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون وعقدت عدة جلسات محادثات بين المختصمين مثيرة تساؤلات عدة عما إذا كانت ستُنهي حرب اليمن بعد سنوات من اندلاعها. وحاولت حكومة اليمن من خلال استضافة الدورة العشرين من بطولة الخليج لكرة القدم في ديسمبر عام 2010 أن تصرف الانظار عن الأزمات التي تعصف بالبلد وتهدد وحدته الهشة، تلك الوحدة التي صنعتها ارادة عراق صدام حسين التي دعمت الرئيس علي عبد الله صالح في صناعة الوحدة بين الجنوبيين والشماليين، فتحول الجنوب إلى اقليم ملحق بإدارة الشمال، وهو مشروع – لمن يعرف التاريخ – يتفق في كل تفاصيله مع مشروع الجمهورية العربية المتحدة حين ابتلع جمال عبد الناصر عام 1960 سوريا وجعلها تابعاً لمصر في مشروع قومي وحدوي مثّل أوج المشاريع القومية آنذاك.

التفرق والشقاق

ظهرت دولة اليمن بخارطتها القلقة (مثل معظم خرائط الدول العربية) المتداولة اليوم في عام 1962. وقد حكمها قبل ذلك الأئمة الزيديون (وهم فرقة شيعية تؤمن بالإمامة إلى سبعة أئمة آخرهم الامام موسى بن جعفر) لمدة 1200 سنة بفترات قطّعتها تدخلات الدولة العثمانية. وقد تمكن الإمام المتوكل على الله الزيدي أخيرا من إجلاء العثمانيين من اليمن الشمالي ومد سلطانه الي جميع بقاع اليمن من مكة شمالا الي عمان جنوبا وبهذا كانت اليمن أول دولة عربية تعلن استقلالها عن الدولة العثمانية (حوالي عام 1810). واستمرت هذه الدولة موحدة أكثر من مئة عام لتواجه الحملة العثمانية من الخارج والاطماع الاستقلالية في الداخل مما ادى الي انحسار سلطتها واقتصارها في الإقليم الشمالي الغربي حيث المعقل الرئيسي والتاريخي للطائفة الزيدية (صعدة وعمران والجوف حاليا). تعددت الحملات العثمانية حتي انتهت بنهاية الدولة العثمانية نفسها وتسليمها الحكم في شمال اليمن إلى الامام يحيى حميد الدين الذي أصبح الرجل الأقوى في شمال ووسط اليمن باستثناء المناطق الجنوبية والشرقية التي كانت واقعة تحت سلطة بريطانيا. اليمن في ظل السلالة الزيدية حافظت على مكانها كإمارة سلفية مغرقة في الظلام والتخلف، وبات التخلف ميراثا تتناقله أجيال شعب اليمن المتعاقبة على مدى اكثر من 12 قرناً

ظلت فترة حكم الإمامة في اليمن حتى ثورة 1962 التي ادت إلى قيام جمهورية اليمن. بعد نحو عام نشبت ثورة اليمن في الجنوب ضد الوجود البريطاني حتى نال استقلاله الرسمي عام 1967 وهو ما مهد لقيام الدولة اليمنية الجنوبية الشيوعية وقد دعمها الاتحاد السوفييتي سابقاً والتي دخلت بعد سنوات في وحدة مع اليمن الشمالي لتكون الجمهورية اليمنية عام 1990م بتعيين علي عبد الله صالح رئيس لليمن الموحد وعلي سالم البيض (رئيس دولة الجنوب سابقاً) نائباً له. في عام 1994 أعلنت جهات في جنوب اليمن بقيادة علي سالم البيض انفصالها عن الوحدة واندلعت إثر ذلك حرب اهلية طاحنة ذهبت بأرواح عشرات الالوف وبثروات البلد الفقير. انتهت الحرب بعد شهور بهزيمة الجنوبيين وهروب علي سالم البيض إلى خارج البلاد. منذ ذلك الوقت ومظاهر عدم الرضى عند سكان جنوب اليمن ما برحت تتفاقم وكان آخرها بروز مجموعة سلمية تدعو للانفصال أطلق على نفسها اسم “الحراك الجنوبي”.

مشروع الوحدة في مهب الريح

هذه القراءة السريعة لتاريخ اليمن تظهر بوضوح أنّ ما حاول القوميون أن يصنعوا منه دولة حديثة لم يزل بعد أكثر من خمسين عاماً امارات متنافسة متخلفة تتصارع على السلطة فيما بينها. وربما كانت الدولة التي يقودها الرئيس علي عبد الله صالح اقوى هذه المكونات، لكن على المرء ان لا ينسى الدعم العربي لهذا الرئيس. وسبق أن تحالفت حكومة علي عبد الله صالح (الذي وصل إلى السلطة في 17 تموز 1978 أي قبل تولي صدام حسين رئاسة العراق بعام واحد بالضبط) مع حكومة صدام حسين ابان سنوات الحرب العراقية الايرانية، حيث شارك أكثر من 60 فوجا من الجيش اليمني بشكل متعاقب (أغلبهم من متطوعي القبائل) مع الجيش العراقي على مدى سنوات الحرب الثمان في جبهة القتال في القاطع الأوسط، تلك الوحدات المشاركة انضوت تحت قيادة الفيلق الثاني العراقي باسم “لواء العروبة (من لواء العروبة الأول حتى لواء العروبية السادس عشر حيث كانت الألوية تتبدل مرة كل 6 اشهر. ونالت اليمن بسبب هذا التحالف دعماً اقتصادياً كبيراً من العراق ومن بعض دول الخليج أنعش اقتصادها ومكنّها أن تمضي قدماً في مشروع الوحدة القسرية مع الجنوب.

وبعد غزو الكويت عام 1990، تأثر اقتصاد اليمن بشكل كبير، وكان على اليمن أن يصمد اقتصادياً جراء دعمه للعراق في موقفه فقد رُحّل من المملكة العربية السعودية حوالي مليون عامل يمني وأوقفت كل من الكويت والسعودية دعمهما لليمن بشكل ملحوظ. من ناحية أخرى أدت حرب 1994 الأهلية في اليمن إلى دمار كبير في البنية التحتية للبلاد بخلاف الضحايا والمشردين. وما زالت اليمن ضمن الدول المصنفة الأشد فقراً في العالم يفاقم ذلك هجرة اللاجئين الصومال اليها بمعدل 1000 شخص شهرياً تقريباً ما زاد من أعباء الدولة. وبعد سنوات من الوحدة المزعومة وما تبعها من حروب، لم يتغير شي في البنية التحتية ولا في دخل الفرد والسبب الرئيسي والمباشر هو الفساد المتفشي في كل مفاصل الدولة بشكل كبير حتى على المستوى الوزراء ومن فوقهم.

النفط يدخل الحلبة في اليمن

بدأت الأعمال الاستكشافية عن النفط الخام باليمن في ثلاثينات القرن العشرين وتحديداً في عام 1938م. تلت ذلك أعمال استكشافية متقطعة من قبل الشركات الأجنبية في بداية الخمسينات والستينات، وتوالت الجهود في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وكان من نتائجها العملية إعلان شركة “هنت ” عن أول اكتشاف تجاري في اليمن وذلك في صيف 1984م في محافظة مأرب / الجوف كما تم الإعلان عن اكتشاف النفط في محافظة شبوة من قبل شركة ” تكنو أكسبورت ” السوفيتية عام 1987م. هذه المنطقة الغنية صارت مركزا للتمرد الحوثي منذ عام 2004، ولتنظيم القاعدة منذ عام 2006. وقد شهدت معارك طاحنة مع الحكومة التي تسيطر على العاصمة وما حولها، انتهت باتفاق شباط فبراير عام 2010 الذي وضع حداً بشكل مؤقت للعمليات بين الجانبين. المشهد في صعدة شمال اليمن ما زال فوق برميل بارود خصوصا بعد الهجمات الانتحارية الاخيرة التي استهدفت رموز الحوثيين واظهرت وجود تفاهم غير معلن بين الحكومة وبين تنظيم القاعدة الذي يسيطر على الجنوب لإجهاض الحلم الحوثي الرامي إلى اقامة دولة الأئمة الزيديين مرة أخرى في الشمال.

الحراك الجنوبي

في مناطق أبين ولحج وعدن وشبوه ومناطق من هضبة حضرموت ينشط عناصر من الحراك الجنوبي بالدعوة لانفصال الجنوب واقامة دولة مستقلة عن المركز الذي تتهمه الحركة بالفساد والسعي لتهميش الجنوبيين واهمال مناطقهم. هذه المساعي اتسمت في الغالب بمواجهات مع قوات الجيش والشرطة اليمنية. ويرى مراقبون أن الأزمة المشتعلة في الجنوب تعد الأكثر خطراً على مستقبل اليمن بسبب تنامي حالة العداء لدولة الرئيس عبد الله صالح التي يعتبرها الجنوبيون سلطة احتلال غاشمة.ويرى بعض المراقبين أن الأزمة المتفاقمة في البلاد تتخذ مسارين: سياسي، وأمني، ويذهبون إلى أن الأزمة التي بدأت حقوقية المطالب في بدايات تشكلها أواخر عام 2006 ومطلع عام 2007 أصبحت اليوم في شقها الأول سياسية عنوانها الانفصال وحق تقرير المصير للجنوب اليمني بعد 20 سنةً من الوحدة القسرية.وتبرز الأزمة بقوة في الشق الأمني من خلال حالة الانفلات والفوضى وأعمال العنف التي تستهدف مواطنين من المحافظات التي كانت تتبع شمال اليمن قبل الوحدة، ولا تستثني دوريات ونقاطاً ومقرات أمنية وعسكرية، إضافة إلى قطع الطرقات وترويع المتنقلين براً بين العاصمة صنعاء ومحافظة عدن.وخلال ربيع عام 2010 الموسوم ب “الربيع العربي” ارتفعت درجة التوتر الأمني إلى مستويات قياسية، بفعل أعمال العنف والمواجهات المسلحة بين عناصر الحراك الجنوبي والقوات الحكومية، وبدى العديد من المناطق الجنوبية بخاصة في محافظتي الضالع ولحج في حالة فوضى شاملة غير مسبوقة، وازدادت الدعوات الانفصالية والفعاليات الاحتجاجية. وعجزت السلطات الحكومية عن ممارسة مهامها في التعامل مع هذه الأوضاع أو السيطرة على مجريات أحداثها المتسارعة.

إمارة القاعدة في مأرب

في 3 شباط/ فبراير 2006 هرب ثلاثة وعشرون ارهابياً، بينهم قياديون في تنظيم القاعدة، من أهم سجن سياسي في اليمن، وأعاد تنظيم القاعدة تجميع خلاياه تحت قيادة جديدة اعلنت بيعتها في السجن لأبي بصير ناصر عبد الكريم الوحيشي، أميرا للتنظيم الجديد.أقامت القيادة الجديدة بعد استقرارها خارج السجن معسكرات تدريب، وبدأت مد خطوط الاتصال مع جميع الفروع للقاعدة في العالم بما فيها القيادة المركزية في أفغانستان، وتوافدت عناصر من السعودية والاردن وباكستان ومن دول اوروبية تبايع الإمارة الجديدة في اليمن بعد تزكية التنظيم الأم لها في خطاب للرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري في تشرين الثاني / نوفمبر 2008.واهتمت الإمارة الجديدة بالانتشار الطائفي في أوساط المجتمع اليمني، ونفذت عمليات قليلة في ثلاث سنوات (أربع عمليات) أبرزها اقتحام السفارة الأمريكية في صنعاء سبتمبر 2008، واغتيال قيادات أمنيه هامة في مكافحة الإرهاب.

وقد حقق موقف القاعدة من قضية الجنوب اختراقاً نفسيا لدى أبناء المناطق الجنوبية تمكنت القاعدة بعدها من التحرك والتجنيد في أوساطها، ومن نشر رسالتها الإعلامية والدعائية، عزز من ذلك موقف أكبر قيادي في الحراك الجنوبي (طارق الفضلي) حين صرح أنه “من يقف معنا نقف معه” تعليقا له على تصريحات أمير القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وأُعلن تحول القاعدة في اليمن إلى قيادة إقليمية في يناير كانون الثاني عام 2009 تحت مسمى (تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب).وبعد عمليات الطرود المفخخة المرسلة إلى الولايات المتحدة الامريكية ودول اوروبية ازداد التركيز على اليمن حيث تنشط القاعدة في مأرب وشبوه وأبين ورجّح مختص بشؤون الارهاب، أن يعزز التنظيم حضوره في هذه المحافظات حيث تساعد التضاريس الجغرافية على التمرد وإقامة امارت طالبانية. وبدأت الحكومة المركزية في صنعاء حملة عسكرية واسعة في شبوة تستهدف ملاحقة عناصر القاعدة بالتزامن مع حملة مماثلة في مأرب المجاورة بحثاً عن مطلوبين يمنيين وسعوديين. رداً على الحملة، فجّر عناصر من تنظيم القاعدة في اليمن، أنبوباً للنفط بالقرب من منطقة الشبيكة في محافظة شبوة مطلع هذا الشهر.

اليمن حوثي أم قاعدي أم داعشي؟

كل هذه التحديات مضافا اليها أزمة الجفاف التي تضرب البلد ونضوب مياهه الجوفية، وقرب نضوب موارده النفطية المحدودة اصلا، وتسرب موارد البلد ومداخيله المالية علاوة على عدم وجود أي حكومة حقيقية منذ أكثر من عقد من الزمن، لا يترك لحكومة المركز (الهيكلية الشكلية الغامضة) إلا مساحة ضيقة تتحرك فيها ضمن لعبة التوازنات الاقليمية والدولية، وهذا في أحسن الاحوال سيحصر سلطة هذه الحكومة في صنعاء وبعض ما حولها. اليمن اليوم مقسّمٌ بين حكومة معترف بها دولياً لكنها مغيبة محلياً وضعيفة جداً، وبين جماعة الحوثيين المدعومة إيرانياً وحمساوياً، والمجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المشتركة، بالإضافة إلى نفوذ تنظيم القاعدة وداعش.وأحكمت الحركة الحوثية قبضتها على المناطق الخاضعة لسيطرتها وسط تفاقم معاناة سكان هذه المناطق وتنامي مشاعر الرفض والمقاومة لجملة الإجراءات الأمنية والتدابير الاقتصادية التي تحاول الحركة فرضها باستخدام سلطة الأمر الواقع. وما تزال الحركة كما يرى البعض ماضية في تنفيذ مشروعها الشيعي غير مبالية بالانتقادات المتزايدة الموجهة إليها من الداخل والخارج على حد سواء.الرئيس الأسبق لجنوب اليمن علي ناصر محمد يصف الوضع الراهن في البلد بقوله: “يوجد أكثر من رئيس، وأكثر من حكومة، وأكثر من مجلس نواب، وأكثر من جيش، وأكثر من بنك مركزي، وأكثر من قناة تلفزيونية تحمل نفس الاسم”، حسب مقال نشر على موقع بي بي سي عربية في الأول من نيسان 2023 .

تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

مقالات ذات صلة

حادثتان غريبتان

حادثتان غريبتان

بقلم الكاتب والباحث محمد حسين صبيح كبة تمهيد في هذه المقالة / البحث سأقوم بذكر حادثتين غريبتين مرتا بي ثم اقوم ببعض التحليلات. المتن ألف- الحادثة الأولى: كنت في عمان الأردن أتابع التلفاز على إحدى القنوات الفضائية التي كانت مسموحة في الأردن وغير مسموح بها في العراق إلى...

قراءة المزيد
السلامة من الحرائق في المنزل – الحلقة الثانية

السلامة من الحرائق في المنزل – الحلقة الثانية

أ. صباح علو / خبير السلامة اًولاً: تدابير السلامة التي يجب أن تتوفر في منزلك هي: طفاية حريق متعددة الأغراض (بودرة - ثاني أكسيد الكربون) ولابد من ملاحظة الآتي: -   وضعها في مكان بارز يعرفه جميع أفراد الأسرة وبشكل رأسي. -   وضعها في مكان لا يمكن الأطفال من العبث بها. -...

قراءة المزيد
السلامة المنزلية (الجزء 1)

السلامة المنزلية (الجزء 1)

سلسلة مقالات بقلم صباح رحومي السلامة هي العلم الذي يهتم بالحفاظ على سلامة الإنسان، وذلك بتوفير بيئات عمل وسكن آمنة خالية من مسببات الحوادث أو الإصابات أو الأمراض من خلال سن قوانين وإجراءات تحث على الحفاظ على الإنسان من خطر الإصابة والحفاظ على الممتلكات من خطر التلف...

قراءة المزيد

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *