تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

من عجائب الترجمة وغرائب المترجمين

يونيو 3, 2024 | 0 تعليقات

بقلم محمد حسين صبيح كبة

يعلق الكاتب محمد حسين صبيح كبة على مقالين عن كتاب ف. سكوت فيتزجيرالد الروائي الشهير كتبهما محمد عبد الكريم يوسف.

بادئ ذي بدء شكرا للكاتب محمد عبد الكريم يوسف على مقالتيه الرائعتين واحدة عن عن الحب والثانية عن الاغتراب في رواية ف. سكوت فيتزجيرالد التي يسميها “لطيف هو الليل”.

أعتقد أن هناك ترجمة ثانية ظهرت للكتاب باللغة العربية تحت اسم “رقيق هو الليل” وبرأيي أن التسمية الثانية أفضل.

فحتى الرسول محمد ص يقول في حديث شريف: “رفقاً بالنساء فإنهن القوارير” مما قد يوحي بوضوح أن الكلمة رقيق أفضل من الكلمة لطيف مع الإحترام للإثنتين.

ما لا يعرفه الكثيرون هو أن فيتزجيرالد كتب أكثر من اربع نهايات للقصة قبل أن يقبلها الناشر وربما أكثر من ذلك بكثير والأمرهذا موجود في إحدى المكتبات في مكان ما من الولايات المتحدة محفوظة فيه النهايات الأخرى التي لم يوافق عليها الناشر.

ومما يعرفه القلة أن رواية “غاتسبي العظيم” هي أيضا من تأليف هذا الروائي ولكن باعتقادي أن ترجمة غريت أولد غاتسبي إلى غاتسبي العظيم هو أيضا أمر خاطئ. فالواضح أن غاتسبي قد يكون من معانيها الإشاعة وهناك أيضا أمر حذف أولد القديم مما يعني أن الترجمة الفعلية يجب أن تكون الإشاعة القديمة العظيمة أو على الأقل غاتسبي القديم العظيم.

وهذا الأمر، أعني أمر الترجمة لعناوين الروايات، أمر مهول برأيي منه مثلا أمر ترجمة عنوان رواية ذا مزرابليز إلى البؤساء. أنظر هنا أن المعنى الأول هو البائسون ولكن ربما قد فكر المترجم العربي هل ينقل روح الكآبة التي في العنوان والذي يوحي به العنوان للشعب العربي وللقراء العرب في مختلف الأصقاع.

لا أدري إذا ما كان الأمر خطأ وقع فيه المترجم العربي أم أنه لديه روح ووعي أديا به إلى التحوير من البائسون إلى البؤساء والثانية تعني الشجعان بينما الأولى لا تعني ذلك مطلقا.

ومثل ذلك رواية “مرتفعات وذرنج”. فقد يكون الأمر أنه وذرنج مما تعنيه تعني الجو أو الحالة العاطفية. مما قد يشي بأن الروائية ارادت أن تذكر أمر مرتفعات العاطفة أو أعماق الرغبة أو على الأقل العبارة الأقرب هضاب الجو (وهناك رواية لأجاثا كريستي إسمها جريمة فوق السحاب) ولكن هنا قام المترجم للعربية بترجمة النصف الأول من العنوان ثم ترك النصف الثاني كما هو.

علماً أن هناك روائية ليبية لها كتاب بالعربية اسمه “بروكلين هايتس” ولا أدري إذا ما كان هناك ترجمات له للغات أخرى تتحدث فيه كأنه الكتاب الأصلي الذي تم فيه الرد عليها بكتاب مرتفعات وذرنج حيث تتحدث عن ضياع الحلم الأمريكي وكيف أن أمريكا ليست أرض الفرص للمهاجرين بل مجرد مكان آخر تصطدم فيه الأحلام بارض الواقع الصخري. أنظر هنا الكاتبة قررت أن تأخذ نصف كلمة بالعربية ونصف بالانكليزية. مرة أخرى من الأول الذي كتب عبر الزمان والمكان؟ لا أحد يدري.

وواضح أن العبارة أعماق الرغبة كانت إسم لمسلسل عراقي شهير فيه عمل عظيم قد لا يصل إليه المرء بسهولة من مجرد الرؤية والسماع الاعتياديين.

هل نصل في ذلك إلى الكلمة ربما مع محاولة تعريفها كإسم حرف وأعني بذلك “ربماوية”؟ لست أدري. بالذات أنه في الانكليزية يتشابه نطق “ربما” مع “الجو” واستعمال الجو قد يؤدي بنا إلى الرغبة أو العاطفة أيضا ضمن الأعماق السرية للغة الانكليزية بشل من الأشكال ومع الأسف يستعمل البعض الكلمة جو في غير مكانها الصحيح الفعلي أحياناً.

قد نصل في ذلك فيما يخص بأمانة النقل والترجمة إلى مستويات عميقة.

هل حقا أن حياة شرارة عند ترجمتها لكتاب عش النبلاء وكتاب آخر روائيين قامت بنقل نفس روح الكآبة التي فيهما بحيث تعطي الانطباع أن كل عصور الأرستقراطيين كانت شر في شر؟ لست أدري فأنا بالحقيقة اطلعت فقط في زمن مضى على نقد قصير لترجمة الروايتين ولم يتسن لي قراءة الكتابين لكي أقرر فما بالك أني لا أعرف أصلا الروسية لكي أطلع على الكتاب الأصلي ولا وقع بيدي الترجمة الانكليزية للكتابين أصلا لكي أقارن فعليا في أمر جلل كهذا.

في محاولة أخرى في كتاب تركي مترجم للعربية اسمه الارتياب ولا أدري علاقته بكتاب الشك لكولين ويلسون أصلا والذي لم أقرأه لكني فقط قرأت الترجمة العربية لكتاب الارتياب التركي الأمور التالية:

أليف- أن البطل يدعي أنه مترجم لامع، وأنه يعرف اللغتين الألمانية والتركية وبهذا فهو يكسب عيشه من مهنة الترجمة لكنه في الوقت نفسه يبرع في ترجمة روايات أديبة ألمانية بحيث أن مستوى مبيعات كتبها المترجمة للتركية تفوق مستوى مبيعاتها في كل أوروبا وعند بعض التمحيص نصل إلى أن هذا المترجم يتلاعب بالنص الذي معه ففي كتاب من 12 فصل للروائية يقوم هو بكتابة 32 فصل لنفس الرواية والإضافات والتصحيحات والحذف من عنده فالبطل الذي يموت عند المؤلفة الأصلية في الفصل الثالث قد نجده عند هذا المترجم أنه يموت في الفصل 17 ولشخص ينتهي أمره وأمر الإخبار عنه في الفصل السابع نجده يستمر عند المترجم حتى الفصل 27 وأنه بطل من الأبطال يظهر في الفصل الرابع فنجده يظهر في الفصل التاسع وهكذا.

وهو يقولها صريحة أن المؤلفة عند وصولها لتركيا في حفل معين قامت بإهانته كونها ربما قد عرفت أمره وينتهي به الأمر بعد أن يعرف بنفسه أمامها أنه مترجم كتبها للتركية أن تنهره وتأمره أن يجلب لها القهوة فيغضب المترجم ويأتي إليها بالقهوة ليرميها في وجهها فينتهي لقاؤه بها برميه في الشارع وبقية الحادثة.

باء- يقولها الكاتب بصراحة غريبة وربما في كتاب آخر أو نفس الكتاب أنه قرر وهو على علم بأن صديقه مسافر أن يقوم بشراء نفس الحذاء ونفس الثوب ونفس البنطال لكي يذهب إلى منزل صاحبة صديقه وتنتهي رواية معينة بهذه الشاكلة ولا يعرف أحد ما الذي حصل بعد ذلك.

هل حصل شيء يغضب الرب في هكذا أمر جلل؟ الله أعلم.

هل أعتقد الكاتب / المترجم أنه لا يوجد في البشر سواه؟ الله اعلم.

هل بلغت فيه الجرأة أن يفعل هكذا أمر جلل؟ الله أعلم.

أما أعتى الأمور طرافة فهو أن الكاتب والروائي والباحث كولين ويلسون لديه كتب بالعربية فيما عرفت بعد مدة بترجمات أخرى تحت إسم سولين ويلش.

أنظر المفارقة الرهيبة هذه ما بين كولين ويلسون وما بين سولين ويلش؟

وبعد فلقد سعدت بقراءتي مقالين وليس واحدا فقط عن الكاتب العظيم ف سكوت فيتزجيرالد.

وشكرا لقراءتكم الرد والتعليق.

تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

مقالات ذات صلة

الوراقون في مكة المكرمة زمن الرسول قبل البعثة

الوراقون في مكة المكرمة زمن الرسول قبل البعثة

الكاتب والباحث محمد حسين صبيح كبة هذا المقال / البحث محاولة لدمج عبق الماضي الثر مع جزء من التقدم التكنولوجي الحديث. يخبرنا التاريخ أنه قبل البعثة المحمدية في مكة المكرمة بزمن قصير كان هناك حوالي 30 شخصا هاربين من روما، ووصلوا إلى مكة المكرمة كانوا يسمونهم بالوراقين....

قراءة المزيد
خطأ أنقذ روما

خطأ أنقذ روما

يسيح الكاتب محمد حسين صبيح كبة في تأملاته بشأن روما وتاريخها، معلنا استنتاجاته غير المألوفة بهذا الشأن. يقال في علوم جغرافية معينة أن هناك 7 أرضين و7 سماوات طباقا هي التي يعيش عليها البشر وغير البشر في امر الاختبار الإلهي ما بين النزول على الأرض وقبل الذهاب للجنان أو...

قراءة المزيد
الحوت الأزرق…لعبة خطرة أم ماذا؟

الحوت الأزرق…لعبة خطرة أم ماذا؟

يتأمل الكاتب محمد حسين صبيح كبة فيما يفعله عالم اللعب الإلكترونية، مقارنا ذلك بالأدب الكلاسيكي الذي دئب الشباب على قراءته، ومن هنا فإن موبي ديك والشيخ والبحر تتخذ معاني أخرى في عالم اللعب الإلكترونية. تمهيد: يخبرنا صالح مرسي، وهو نفسه مؤلف رأفت الهجان، في إحدى قصصه...

قراءة المزيد

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *