تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

لغتنا العربية في مواجهة اونلاين وسوشيل ميديا

أغسطس 15, 2020 | 0 تعليقات

ليس غريباً أن يحتاج الصحفي إلى تنويع لغته، ومن تعوّد على لغة الصحافة الورقية المنسابة الهادئة، سيقف متردداً أمام لغة الصحافة الإلكترونية المطعّمة بهاشتغات الاستطراد والعلامات الإلكترونية. لا بد أن تلحق اللغة العربية بالعالم الجديد.

هل من المجدي حقاً أن نقول” الشبكة العنكبوتية” أو “الموقع الإلكتروني” أو ” الحاسوب” أو حتى” البريد الالكتروني”؟

لماذا لا نُعرّب المصطلح ونذهب إلى الأصل الاجنبي فنعربه، فنقول “النت” و “ويبسايت” و ” كومبيوتر” و ” أيميل” و”سوشيل ميديا، أو” فيسبوك”، أليست هذه هي كلماتنا في لغتنا اليومية، ألسنا نقول” لم أجد شيئاً عنه على النت”؟ ونقول” كومبيوتري عاطل، سأستخدم لاب توب أبني” و”إيميلي ممتلئ، لابد من تفريغه”؟ لماذا يجب أن يكون المصطلح المقابل لهذه المفردات عربياً، في زمن تتسارع فيها تطورات عالم سايبر لدرجة لن تلحق بها أي لغة؟

كتب نجيب محفوظ حين تعرض اونلاين

الحاجة إلى مرجعية تتبني تطوير اللغة

لابد من جهة تتبنى تطوير اللغة العربية بما يلائم الجري المتسارع لعالم ديجتال و لوغارثيم و سايبر، وهذه الجهة يجب أن تنسلخ عن رؤى مجامع اللغة العربية التي نشطت مطلع ومنتصف القرن الماضي لتعريب مفردات الثورة الصناعية وعالم الكهرباء، فترجمت بضعاً منها وفشلت في تدارك أغلبها . لابد من جهة تتعامل مع تقنيات سايبر بنفسها لتفهم كيف تورّد المصطلح إلى اللغة العربية.
فكيف يمكن ترجمة كلمة” سايبر” مثلا؟ وما جدوى ترجمة “ديجيتال وورد ” الى ” العالم الرقمي”، ماذا يفهم السامع من تعبير”العالم الرقمي”؟ في خيال من لا يعرف هذا التعبير أرقام تترى وتتزاحم، وهذا ليس لب الموضوع، بل هو جانب نظري منه. 

في تصوري أنّ هذه المقاربة ستخلق لغة موازية للغة سايبر سوف تفشل في مواصلة الحياة بعد حين. لنعد إلى جهود مجامع اللغة العربية، التي ترجمت على سبيل المثال كلمة تلفزيون إلى “المرئي المسموع”، كم من الناس يسمي اليوم هذا الجهاز “المرأي المسموع”؟ وقالوا في ترجمة السندويش” الشاطر والمشطور وما بينهما” وهو تعبير ولد ميتاً وبات مدعاة للسخرية والاستهزاء.

وفي هذا الاتجاه قامت ضحى الأسعد، وهي مختصّة في مجال التربية، بأطلاق مشروع في لبنان  أسمته “أصحابنا” و يهدف “إلى بلورة رؤية جديدة للمرحلة التعليمية الأساسية، تستند إلى التقنية التعليمية المرنة التي تسمح بإيصــال المعلومات الأكاديمية والثقافية بأسلوب ممتع وسهل ومعـــاصر بعـــيداً من التـــقليد، ليســـتطيع المتعلم التوغل في عمق لغته وثقافته العربية الأصيل” حسبما نقلت صحيفة الحياة اللندنية في لقاء مع الخبيرة التي أطلقت المشروع.

فجوة بين لغة الشباب وبين لغة الصحافة

 لكن المبادرات الفردية مثل هذه قد لا تكفي للحاق بركب التطور “التكنولغوي” إن صحّ الوصف، ولابد من تدخل أكاديمي سريع بمستوى مؤسسات دولية ومؤسسات عربية تدعمها الدولة لتدارك الفجوة التي تتسارع بين النظري المتباطئ وبين الحقيقي الذي يتبادله الشباب على هواتفهم المحمولة كل لحظة فيصنع لغتهم، الشباب يقولون “تاغ” أو” لايك” أو ” أنفلو” أو” بلوك” لوصف نشاطاتهم على فيسبوك، كما يقولون” تويت” و”بوست” و”واتس آب”، وفي الأفعال، يقولون” غوغلها” أي إبحث عنها في غوغل، و يقولون “واتس آب”.. وهكذا، والأمر لا يتوقف بل يتوالد كل لحظة، ومقابله تعجز اللغة العربية – وكل اللغات الحية الأخرى- عن ملاحقة الحدث بمفردات تناسبه. التغيير سريع إلى درجة أنه اسبوعي أحيانا، فأين مساحات “ماي سبيس” التي سبقت فيسبوك، وأين “فايبر” و”تانغو” من مساحات التخابر المجاني التي سحقها “واتساب”؟

أليس الأجدى هنا تعريب المصطلحات كلها وبسرعة ونشرها في كتب ومنشورات ، بل إدخالها كما هي إلى وسائل الإعلام ولغة الصحافة، وإلى مناهج التخصص الأكاديمي والمدرسي دون تغيير في اللفظ، ولكن بحرف عربي لتسهيل تداولها.

وعلى نفس المستوى يبدو مصطلح “العالم الافتراضي” الذي استُعير للتعبير عن “سايبر” غامضاً ومربكاً، وفي هذا  السياق يقول الباحث شاكر عبد الحميد :

“ومن المفاهيم الخاطئة حول مصطلح “افتراضي” الاعتقاد بأنَّه يتضمن الإشارة إلى شيء غير واقعي، أو أنَّه يشير إلى شيء يوجد عند مستوى متخيّل فقط”.

ومن هذا المنطلق بات تعبير “الواقع الافتراضي” شائعاً في الدراسات التي تهتم بالثقافة الرقمية، وأصبح له حضور قوي في الدراسات النقدية والإعلامية، لكنه في النهاية مرتبك مبهم ولا يؤدي إلى الغرض المنشود.

المختص يجب أن يلمّ بتقنيات الحداثة وببلاغة العربية

ولكي يتولى مختص الجمع بين اللغة العربية وبين معجم مصطلحات سايبر الحديثة، لابد أن يكون مثل هذا المرجع ملمّاً بكلا الأمرين، فلا يُأتى بمتخصص باللغة العربية أزهري أو أكاديمي لم يتعلم بعد حتى التعامل مع “كي بورد” وما زال يكتب بالقلم، ويطلب منه كتابة معجم عربي بالمصطلحات الجديدة.

نحن نتحدث هنا عن عالم معرفي يتقنه الجيل الأصغر في العالم العربي، لكنه للأسف جيل ابتعد مسافة شاسعة عن اللغة العربية، حتى باتت بلاغتها غريبة عنه متعثرة في فمه، درداء يلثغ بها دون خجل لفداحة الأخطاء التي يرتكبها.

الحلول تبدأ في الصحافة، والصحافة العربية المتفوقة سارعت إلى ربط الورقي بصحافة أونلاين، فبات لكل صحيفة ويبسايت يعيد نشر كل المادة التي تظهر على الصفحة الورقية، وهذا الحل يوفر للصحيفة مساحة قراءة تفوق مئات المرات مساحة القراءة الورقية. الصحيفة الورقية تصل إلى جمهور صغير لأنها ترتبط بالمكان، بمساحة زمنية مقطعية آنية قصيرة (24 ساعة) ولا تملك حضوراً زمنياً دائماً أونلاين، أما ويبسايت الصحيفة فيملك مساحة زمنية خارقة ودائمة، وهو ما يجعل المادة المنشورة عليه خالدة لا تموت. نحن نتحدث هنا عن فوارق تتعلق بفيزياء الكم وعلاقة الزمكان بالمادة الصحفية.

لجعل كل هذا الجدل الإفتراضي واقعياً لابد من مناقشة قدرات الكادر الصحفي العامل في المجالين، وهنا يواجه العاملون في الصحافة إشكالية التحدي الزمني والعمري مرة أخرى. من يتقنون أصول الصحافة والإعلام التقليدي والورقي، لا يتقنون غالباً أصول صحافة أونلاين. نعم، هناك جيل من الصحفيين يعيش في الغرب ويعمل في الصحافة العربية الصادرة في بلدان غربية وقد أدرك السبق وبات يتقن صحافة أونلاين، لكنه ما زال محدود العدد.

العربية تضعف في لغة صحافة أونلاين

مشكلة كادر الصحف أونلاين أنّه يخلط ويتعلم من لغة صحفيي الوكالات، وهي في الغالب لغة مترجمين ضعفاء يتقنون بعض العربية بشكل أقل من اتقانهم للغة الأجنبية التي يترجمون منها، فتأتي ترجماتهم مضحكة ضبابية. سأتكلم في أمثلة:

تشيع جدا تعابير من قبيل “خرج الملايين من العراقيين في تظاهرات”، وهو تعبير مضحك اعتادت هيئات التحرير والصحف على تداوله، أليس الأبلغ في هذه الحالة القول “خرج ملايين العراقيين متظاهرين”؟

في العدد وتمييز العدد تتوالد أخطاء لا حصر لها، وتصبح بتكراريتها على النت أخطاء مليونيه شائعة يتداولها الجميع دون وجل.

“الالاف من السوريين يهاجرون عبر الحدود التركية” والسؤال هو لماذا إدخال الف لام التعريف على العدد ولماذا “مِن” هنا؟ الصحيح أن يكون التعبير”يهاجر آلاف السوريين عبر الحدود”،  لكن المحرر لا يتقن حكم ما بعد كلمة آلاف، وهو متردد في أنه مرفوع أم منصوب، فيلجأ إلى حل وضعه المترجمون في وكالات الأنباء “أعداد من السوريين…أو المئات من السوريين، أو…الالاف من السوريين” حيث أن الحكم واضح فيما بعد حرف الجر مِن !

لماذا يصر المحررون على تعريف الأرقام بألف ولام ثانية، رغم أنّها أبلغ، وأكثر جزالة دون هذه الإضافة؟

آلاف يحولونها إلى الألاف، ومئات تصبح المئات، وملايين على نفس القياس تصبح الملايين رغم أنها إسم أعجمي؟

هم لا يعلمون مثلا أنّ آلاف منصوبة ومرفوعتها هي ألوف، ولا يعرفون أنّ مئات منصوبة ومرفوعتها مئون ومجرورتها مئين، وهكذا يتباعد النحو العربي العملاق منهزما أمام سرعة تدفق المعلومات على سايبر.

هل تتحول الاعمال القديمة الى كتب رقمية؟

الاسم الأجنبي لا تدخل عليه ألف لام التعريف !

 الخطأ الثاني هنا أنّ ملايين كلمة أجنبية معربة، وكل أسم أجنبي معرّب لا يأخذ ألف ولام التعريف لأنّه نكرة معرفة بالعجمة، وهذا ما يجهله أغلب الصحفيين أونلاين. نقول:

الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، ولا نقول الطالباني!

ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، ولا نقول البارزاني!

ونقول علي خامنئي ولا نقول علي الخامنئي!

ونقول خميني ولا نقول الخميني!

ونقول رجب طيب اردوغان، ولا نقول رجب طيب الأردوغان!

لتسليط مزيد من الضوء على ذلك أدعو الصحفيين خاصة إلى مقارنة هذه الأخطاء بالأسماء الاجنبية المتداولة، فهل يجوز القول” مارك الزوكربيرغ” في لقب مؤسس فيسبوك؟  وهل يجوز القول ” دونالد الترامب” أو “هيلاري الكلينتون”، أو “ماو تسي التونغ”؟

الصحفيون في عالم أونلاين تعودوا أن يحفظوا الأسماء الأخيرة المذكورة أعلاه دون ألف ولام، ويخطئون في الأسماء الأخرى التي أدرجتها في البداية والألفاظ المشابهة لها لأنهم لم يسمعوها، ولا يملكون مرجعاً يؤيدها.

المشكلة الأخطر في المبني للمجهول، فأغلب صحفيي أونلاين لا يعرفون حكم ما بعد الفعل المبني للمجهول، وهكذا يستعينون بالتركيب الضعيف، فبدلاً من القول “بُحثت المسائلُ” يقولون “جرى بحث المسائل”، وعوضاً عن القول “قُرأت كلمةُ الرئيس بالمناسبة” نراهم يقولون بكل قباحة “جرت قراءة كلمة الرئيس بالمناسبة”، و الأمثلة بلا عدد، إنهم في الحقيقة يخافون المبني للمجهول .

لا مشكلة في وفرة المصادر، المشكلة في شيوع الأخطاء !

وحين يدور جدل في أحدى غرف التحرير حول كلمة ما، يذهب المتخاصمون إلى غوغل ويضعوا الكلمتين ليعقدوا مقارنة في عدد مرات ظهورها ليكون العدد الأكبر هو الفيصل النهائي الذي يُرجّح قاعدة “خطأ شائع خير من صواب مهجور” وهكذا تتناسل الأخطاء بلا نهاية .

النقص الفاضح الآخر في معرفة محرري صحافة أونلاين، هو الجهل بتركيب المادة الصحفية أونلاين، فالعناوين الرئيسية يجب أن تكون قصيرة، والعناوين الفرعية واجبة وليست تكميلية، والأهم يتقدم على المهم، والخلفية التاريخية تأتي في نهاية المقال وليس في مقدمته، والهوامش غير مطلوبة لأنّ المقال ليس بحثاً أكاديمياً، والقارئ المهتم بمتابعة حقائق الموضوع يستنير بالأسماء والمصادر المشار اليها في المقال للوصول إلى أصوله، كما أن هايبر لينكس المؤدية إلى مصادر ومواضيع ذات صلة واجبة وليست كمالية، على أن لا يُبالغ في وضعها فيضيع القارئ في الاستطرادات (كما هو الحال في معظم صفحات ويكيبيديا الغارقة في هايبرلينكس ذات صلة وكأنها مفازة).

برستيج الصحافة الورقية المحتضر

في نفس السياق يشيع في العالم العربي- فحسب- فهمٌ مفاده أنّ الصحيفة الورقية لها مكانة أكبر في نفوس الناس، وهم يعبّرون عن ذلك بوصف (برستيج) . ما حقيقة هذا الاعتقاد؟ لا حقيقة له، فالحقيقة هي أنّ الصحافة الورقية تحتضر، وأرقى الصحف هنا في الغرب لم تعد تغطي مبيعاتها نفقات طباعتها، هذا غير أنّ الصحف الورقية هي في الحقيقة حرب على الأشجار المسكينة، فتقضي على آلاف منها كل يوم.

المستقبل لصحافة أونلاين، وهي صنعة تستلزم ممن يزاولها إتقان عدة مهارات يتداخل فيها القديم والجديد، فاللغة العربية معرفة تحفظها بلاغة القرآن، فهل يملك الصحفيون وقتا لقراءة القرآن وتأمل بلاغته؟ مع هذه القدسية، فإنّ اللغة العربية قابلة للتطوير والإضافة وعلى الصحفي الجديد مراعاة ذلك وإتقانه.

الكتب العربية معرضة للقرصنة الالكترونية على النت

 فوق ذلك، على الصحفي أونلاين -إن صحّ الوصف- أن يتقن التصوير الفيديوي والفوتوغرافي، وأن يتقن التسجيل الصوتي السريع، واستخدام سوشيال ميديا بكل فروعه، ويتقن الخلط في استخدام الوسائل الاعلامية أونلاين، وهو ما يسمى بلغة الصحافة “ملتي ميديا سكلز”، كما إنّ عليه أن يُتقن فنون إنفو غرافيك وصناعة ملفات الصور أون لاين فهي وسيلة ناجحة لإيصال المعلومات بسرعة، ويفضّلها جمهور أونلاين بلا تعب لأنها لا تتطلب منه سوى مرور سريع على المضامين، فيحصل على صور تعززها المعلومات ويبقى كل ذلك في ذاكرته التي تنهمر عليها ألاف المعلومات كل دقيقة عبر أونلاين وسوشيال ميديا.

كل هذا يجب أن يتأهل به الصحفي أونلاين، إضافة إلى أساسيات الصحافة التي نعتبرها من البديهيات، علاوة على قائمة ضخمة من الاتصالات لأنّ أغلب ميزانيات الصحف ومنافذ الإعلام الكبرى لم تعد تُنفق على مكاتب العلاقات العامة فيها، وأوكلت الأمر للصحفيين أنفسهم.

الصحفي اونلاين هو “الوزة التي تبيض ذهبا” في إعلام اليوم، فهو قد اختصر عشرات وظائف الصحافة التقليدية في مهاراته التي تتكاثر بشكل أميبي سريع بلا رحمة كل يوم.

تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

مقالات ذات صلة

مكتبات بدون مناسبة

مكتبات بدون مناسبة

بقلم محمد حسين صبيح كبة كنت في الثانوية قبل السادس الإعدادي في الخامس الإعدادي، وقتها علمنا أنا وصديق مسيحي أن هناك إمتحان في كلية معينة تقبل الطلاب قبل الإعدادية إذا ما نجحوا في الإمتحان. كان الأمر أشبه بحوزة دينية علمية لا تطبق النظام الفرنسي. علمنا بعدها بسنوات أنه...

قراءة المزيد
معجزة سفينة البحر المتجمد

معجزة سفينة البحر المتجمد

بقلم محمد حسين صبيح كبة   في شتاء معين وفي مكان بعيد عن العالم وعلى ساحل ذي بحر في عطلة نهاية الأسبوع قررت أن أتمشى على البحر مرة أخرى. الثلج هذه المرة يغطي المكان برمته وكأنه سجادة حيكت بدقة. المشكلة أنني لم أكن ارتدي حذاءً خاصا بالشتاء وبالثلج بل كان حذاء عاديا...

قراءة المزيد
مغامرة القصر الأخضر

مغامرة القصر الأخضر

بقلم محمد حسين صبيح كبة في مكان بعيد عن العالم وعلى ساحل بحر ما أثناء مرحلة دراسية معينة في حياتي قررت أن أخرج من مكان سكني لكي أتمشى على ساحل ذلك البحر. كان الجو صيفاً مما يعني إمكانية السير في يوم العطلة من الساعة الثالثة ظهراً. مررت في وقت ما ببيوت تعتبر الساحل...

قراءة المزيد

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *