فاجأني اسمها وأنا اتصفح روايتها This Is What Happy Looks Like. المفاجأة ابطلت بلا هوادة فرضيتي بأنّى بتّ ملمّاً بنتاج كل الكتاب المعروفين! اسمها يدفعني لمراجعة مقلقة لا تنتهي لمعلوماتي. الرواية نشرت عام 2013، يعني عشر سنوات من يومنا هذا، فهي لم تعد توصف بالجديدة، لكنّ كلّ ما فيها عولمي رقمي أمريكي. معلوماتي بحاجة إلى تحديث update، والتحديث من آفات هذا العصر السريع، وهو تحدٍ مستدام مرعب!
أوشك أن أجزم أن أغلب القراء العرب لا يعرفونها، فالنت يكاد يخلو من أي معلومة باللغة العربية عنها. إنها كاتبة أمريكية اسمها Jennifer E. Smith، مولودة عام 1980، وقد نشرت حتى تاريخ كتابة هذا التعريف 12 كتاباً وصفت جميعها بأنها bestselling “الأكثر مبيعاً” وهو عنوان يضمن لها مزيداً من الرواج والقراءة ومزيداً من المبيعات. لم يترجم أيّ من كتبها إلى العربية للأسف، كما لا يتوفر عنها أي شيء على النت باللغة العربية، فيما تخاطب رواياتها القراء الشباب، وعناوينها:
غريتا جيمس التي لا تغرق The Unsinkable Greta James
كائن العادات The Creature of Habit
ملاحظات ميدانية عن الحب Field Notes on Love
مفاجأة سعيدة Windfall
مرحباً، وداعاً، وكلّ ما بينهما Hello, Goodbye, and Everything in Between
جغرافيتنا أنا وأنت The Geography of You and Me
هكذا يبدو السعيد This Is What Happy Looks Like
الاحتمالية الإحصائية للحب من أول نظرة The Statistical Probability of Love at First Sight
أنت هنا You Are Here
موسم الإياب The Comeback Season
سعيد مرة أخرى Happy Again
صنّاع العاصفة The Storm Makers
وجرى انتاج فيلمين عن روايتيها:
الاحتمالية الإحصائية للحب من أول نظرة The Statistical Probability of Love at First Sight
مرحباً، وداعاً، وكلّ ما بينهما Hello, Goodbye, and Everything in Between
ونالت درجة الماجستير بأطروحتها عن الكتابة الخلاّقة من جامعة سانت اندروس في أسكوتلندا، وتُرجمت رسالتها إلى 33 لغة، ليس بينها العربية. تعيش جنيفر سميث اليوم في لوس إنجليس.
ويواجه من يحاول البحث والتحري عنها باللغة الإنكليزية مشكلة مضحكة، لأن اسمها واسم ابيها شائع لدرجة أنّ هناك مئات الألوف من النسوة يحملن هذين الاسمين معاً! كما تتوفر على فيسبوك وتويتر وانستغرام وتيك توك مئات وربما ألوف الحسابات التي تحمل الاسمين معاً. وارجّح أنّها وبعد أن ذاعت شهرتها، اضافت لأسمها حرف إي E بين الاسمين لتمييزه إلى حدً ما عن ألوف الأسماء المشابهة.
روايتها “هكذا يبدو السعيد This Is What Happy Looks Like ” تبتكر نهجاً عولمياً بتطعيم النص والتقديم للفصول بإيميلات متبادلة بين البطلين. لا يتزاحم النص بالفواجع والكوارث ولا بأحداث صادمة، بل تتدفق التفاصيل بسلاسة بسيطة بين مراهقين في السابعة عشرة من عمرهما بإحدى المدن الامريكية الصغيرة. وتعلّق جنيفر على هذه الرواية بالقول: “لأن اسمي شائع جداً جداً، فإنّ كثيراً من الإيميلات الموجهة لي تتوه في منعطفات التشابه، وطالما تساءلت مع نفسي، من يتلقى كلّ تلكم الإيميلات؟ وماذا سيحدث لو ردت المتلقية على الإيميل لتؤسس لرابطة مراسلة بين غريبين؟ تبدو هذه أطروحة لذيذة للبدء بقصة حب. ولطالما راودتني فكرة أنّ الشخص الخطأ قد ينقلب بسهولة إلى الشخص الصحيح في المكان الصحيح.”
جنيفر إي سميث لا تستعرض قدراتها النقدية والمعرفية على القراء، ولا تتعامل معهم بمفردات السرد والتثاقف المتعالي، بل تدخل في جيوبهم، وتلتف على تي شيرتاتهم، وترتدي سنيكراتهم، وتقف على حافة الآيس كريم وهو يذوب على شفاههم ليرسم قصة حب بنكهة الشوكولاتة والفستق.
ملهم الملائكة
بون / شتاء 2023
0 تعليق