تجمع ديانات التوحيد الابراهيمية الثلاث على وجود إله واحد خالق للكون وحاكمه ومدبر شأنه. لكنها لم تحسم الرأي بشأن اسم هذا الاله، وهذا يقود المتابع إلى متاهة من الأسئلة، تفاقم غموض مفاهيم التوحيد، لاسيما أنّ المسيحية فيها مبدأ التثليث الذي يختلط فيه الرب بمفاهيم الأب والابن وروح القدس.
اسم الجلالة الذي يجسد الذات الإلهية هو “الله”، ما أصله وهل هو نفسه “أيلوهيم” رب اليهود ولماذا تغير إلى “يهوه”، ولماذا يسميه المسيحيون” الروح القدس، وهل “الروح القدس” هو “الأب” وهو نفسه الله إله المسلمين أم غيره؟ وإذا كان الجنس البشري تحدر من آدم الذي خلقه رب السماوات والأرض والأكوان فلماذا تباينت أسماؤه في ديانات التوحيد الثلث؟
بعض علماء الكلام المسلمين قال: (الله) اسم الذات الأعظم على كل كلمة، (الله) لها بحث مُستقلّ، لكن إذا أردت أن تشير إلى الذات الكاملة، إلى الواجب الوجود المتصف بصفات الوجود وصفات الكمال وصفات الوحدانية فهو (الله): علم على الذات جُمعت أسماء الله الحُسنى كلها في كلمة الله.
وفي تعريف اسم الله الأعظم قال الشيخ الألباني:
“واعلم أنّ العلماء اختلفوا في تعيين اسم الله الأعظم على أربعة عشر قولاً، ساقها الحافظ في ” الفتح “، وذكر لكل قول دليله، وأكثرها أدلتها من الأحاديث، وبعضها مجرد رأي لا يلتفت إليه، مثل القول الثاني عشر؛ فإنّ دليله: أن فلاناً سأل الله أن يعلِّمه الاسم الأعظم ، فرأى في النوم ؛ هو الله ، الله ، الله ، الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم “. انتهى قول الشيخ الألباني ولم يعرض إجابة بهذا المقتطع طبعا بل أثار مزيداً من الأسئلة.
السيد مصطفى الخميني (نجل السيد روح الله الخميني)، المقتول في النجف بالعراق في ستينيات القرن العشرين في ظروف غامضة جداً والذي قلما يشار إليه في أوساط رجال الدين الشيعة في إيران والعراق، انفرد في تعريف خاص جداً لكلمة الله وذلك في تفسيره النادر للقرآن، وهو تفسير مطبوع ورقياً ولا نسخة رقمية منه، ومحدود تداوله بشكل كبير وقد نشر منه الجزء الأول فحسب، التعريف بنيوي قائم على تفكيك كلمة “الله” بموجب علم فقه اللغة الذي وضع قواعده عالم الألسنيات الأمريكي تشومسكي في في عدد من كتبه الصادرة ابتداء من خمسينيات القرن العشرين، ولا ندري إن كان مصطفى الخميني قد اطّلع على بعض تلك الكتب أم لا. وحسب ذلك التعريف فإنّ:
ال…في بداية الاسم هي أداة تعريف عربية لا تدخل إلا في باب الألقاب والنسب، والأسماء الأعلام عادة لا تنفرد بها إلا إذا عُظّمت وجُلّلت.إله…هو اسم التعريف الذي عرفت به العرب آلهتها، والدليل أنّ القرآن الكريم خاطب موسى الكليم بالقول “وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا”.
لكن من يقرأ القرآن وينتبه الى رسم كلمة “الله” ستظهر له فوق حرف اللام الثانية المشددة ألف مرفوعة تعرف بالألف الخنجرية.
حرف ل الثاني في عقدة التشديد هو التضخيم للتسامي في رفع الألف الخنجرية.
الألف الخنجرية المرفوعة فوق كلمة الله فيها سر الله، وهو سر لم يكشف عنه أحد حتى اليوم.
الهاء في نهاية الكلمة “ه” هي هاء التملك، وتعني أنّ كل الأوصاف والتفخيم والتعريفات في الكلمة المركبة تعود له وهو المتواري في الألف الخنجرية المتسامية.” كل هذا من كلام السيد مصطفي الخميني.
وعودة الى عصر المعرفة الشعبية المتاحة للجميع، وهنا تعرّف ويكيبيديا، وهي الموسوعة الشعبية مجهولة الكتّاب، اسم الله باعتباره:
” اسم علم مفرد لا جمع له في اللغة العربية يدل على “المعبود” “الخالق” في الديانات التوحيدية الربوبية (والنظم العقائدية الأخرى). غالباً ما يوصف “الله” على أنه الخالق الكلي القدرة والمتحكم والمشرف على الكون، وهو ذو غيب منيع لا يدرك. وأرجع علماء الدين مجموعة متنوعة من السمات لمفاهيم مختلفة عن الله. الأكثر شيوعاً بينها هي المعرفة (العالِم بكل شيء)، والقدرة (القادر على كل شيء)، وفي بعض الديانات باللا محدودية (حاضر في كل مكان)، وفي ديانات أخرى التنزيه عن المكان، والكمال (الكمال لله)، وأزلية الوجود الأبدية الدائمة اللامنتهية.
اسم الله الأعظم “الذي من دعاه به أجابه”: يرى علماء المسلمين أن من أسماء الله اسمه الأعظم الذي من دعاه به أجابه، ومن سأله به أعطاه. لكن علماء المسلمين اختلفوا في تعيين اسم الله الأعظم، وقالو فيه أربعة عشر قولاً . لكن كثيرين منهم يرون أن ” الله ” هو الاسم الأعظم، ويليه: ” الحي القيوم”.
كما يوصف الله عند البعض بأنّه كائن شخصي لا مادي، ومصدر كل التزام أخلاقي، وأعظم مما يمكن تصوره. وهذه الصفات مدعومة بشكل عام وبدرجات متفاوتة من قبل الفلاسفة وعلماء الدين اليهود والمسيحيين والمسلمين الكبار، بما في ذلك موسى بن ميمون وأغسطينوس والغزالي. ويؤمن المسلمون بأن الله هو الواجد (أي الخالق) وليس بموجود أي (ليس بمخلوق) وهو محدِث وليس بحادث، كما ورد في القرآن (ليس كمثله شيء) أي أنّ الله ليس له ند وليس شيئاً مادياً وليس هناك من يشابهه أو يماثله.” انتهى تعريف ويكبيديا.
الاسم الغامض في ديانات التوحيد
أما الديانة اليهودية التي سبقت الإسلام والمسيحية إلى فكرة الرب السماوي والتوحيد، فقد ابتدأت بوصف الإله المتعالي باعتباره ايلوهيم، ومن ثم وصفته بانّه تجلّى على الأرض في جبل بات اسمه “إلوهيم”، وقيل أنّه في العراق قرب بابل القديمة (بحسب وصف تاريخ اليعقوبي). وتقول المصادر التوراتيه أنّه ظهر أولا باسم “إيل” ثم تعدد ظهوره فتاه بينه بنو اسرائيل وظنوه متعددا وهو واحد، لذا أطلقوا عليه وصف التعدد “إلوهيم” للجمع. وتذهب التعريفات التوراتية لهذا الوصف إلى التالي:
من أقدم أسماء الله المعروفة للجنس البشري وأكثرها انتشارًا اسم “إيل” مع مشتقاته “إيليم” و”إلوهيم”، و”إلوي”، وهو مصطلح عام مثل “ثيوس” و”ديوس” في اليونانية، ويطلق على كل من يشغل مرتبة الألوهية، بل قد يدل على مركز من التوقير والسلطة بين الناس، وقد كان موسى إلها “إلوهيم” لفرعون (خر7: 1)، ولهارون (خر4: 16 – قارن قض5: 8، 1صم2: 25، خر21: 5 و6، 22: 7 وما بعده، مز58:11، 82: 1). و هذا مصطلح عام يعبر عن العظمة والنفوذ، واستخدم كاسم علم لإله إسرائيل في الفترة المتأخرة من فترات التوحيد عندما اعتبر اسم العلم القديم “ياه” أو “يهوه” أقدس من أن يتردد على الشفاه، والغموض الكامل يلف معنى الأصل “إيل”، وحقيقة العلاقة بينه وبين “إلوهيم” و”إلوى” وأكثر الأشكال المستخدمة عند كتاب العهد القديم هو الاسم الجمع “الوهيم”. ولكنهم يستخدمونه بصورة منتظمة مع الأفعال والصفات المفردة للدلالة على “مفرد” وقد قدمت تفسيرات عديدة لاستخدام صيغة الجمع للدلالة على مفرد، مثل أنها تعبر عن الكمال والتعدد في الطبيعة الإلهية، أو أنّها جمع جلالة أو عظمة كما يخاطب الملوك، أو أنها إشارة مبكرة للثالوث.
أما “يهوه” فهو وصف تلمودي غالباً لكنّه لا يجيب الأسئلة بل يضع الباحث في متاهات بحث لا تنتهي:
بالرغم من كتابة الاسم يهوَه في التوراة بالعبرية إلا أنه يحرّم على اليهود ذكر لفظ هذه الكلمة فيتم استبدالها ب-أدوناي أو هاشِم بالعبرانية الحديثة. وهو اللفظ الذي يفضله الكتاب المقدس ويظهر 7.000 مرة تقريبا في الأسفار العبرانية الأصلية.
لكنَّ غالبية الكتب المقدسة لا تبيِّن هذا الاسم بل تضع مكانه الله أو الرب. وبعض هذه الكتب المقدسة تعترف بأنها استبدلت الاسم يهوه.
وذكر أول مرة في التوراة (سفر الخروج-الإصحاح الثالث) وَقَالَ اللهُ أَيْضاً لِمُوسَى: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: يَهْوَهْ إِلَهُ آبَائِكُمْ إِلَهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلَهُ إِسْحَاقَ وَإِلَهُ يَعْقُوبَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ. هَذَا اسْمِي إِلَى الأَبَدِ وَهَذَا ذِكْرِي إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ “
المسيحية وتفسيراتها وأناجيلها الخمسة خلطت مفهوم الروح القدس بالأقنوم الثالث بالتجسيد بفكرة الرب ويديه وأصابعه! وفي هذا نقرأ:
“الإيمان بالرب لن يكون إلا بالروح القدس وروح الرب يعمل فينا وتعطي مواهب متعددة “ليس أحداً وهو يتكلم بروح الله يقول يسوع أناثيما وليس أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس فأنواع مواهب موجودة ولكن الروح.
فبالروح القدس نعرف مشيئة الرب “ما لم ترَ عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على بال إنسان ما أعده الله للذين يحبونه فأعلنه الله لنا نحن بروحه لأنّ الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله “. هنا ينتهي وصف المسيحية الذي اقتطفناه لنبين فكرة روح القدس، فزادنا تيها على تيه.
الأصعب هو الحديث عن الثالوث المقدس لدى المسحيين، وفي هذا السياق نقرأ تعريفا اختص به شهود يوه: “يقول المؤمنون بعقيدة الثالوث أنّ الله ثلاثة أقانيم أو أشخاص: الآب والابن والروح القدس. وهذه الأقانيم الثلاثة متساوية، سرمدية، وقادرة على كل شيء. لذلك تعلِّم عقيدة الثالوث أن الآب هو الله، الابن هو الله، والروح القدس هو الله، وجميعهم إله واحد هو الله.
يقرّ عديدون ممن يؤمنون بعقيدة الثالوث أنّهم عاجزون عن تفسير هذا التعليم. ومع ذلك، لديهم اعتقاد قوي بأن هذا التعليم يستند الى الكتاب المقدس.
محاولة عصرية للوصول إلى إجابة
بالعودة الى فهم المسلمين لكلمة الله، حاولت الإفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لأصل إلى آراء متنوعة كي لا يدّعي أحد أنني حاولت امتلاك الحقيقة وأنا من هذا براء، فوضعت الحقيقة والسؤال بهذا الشكل:
لا شك أن مؤلف القرآن الكريم هو ربُّ العزة الله وقد كرر مؤلف الكتاب المفيد العظيم ذكر اسمه “الله” فيه 2699 مرة، السؤال الصعب هو لماذا يكرر مؤلف الكتاب اسمه في ثنايا النص بهذا الشكل؟
وجاءتني عشرات الإجابات عنها من مختصين وأكاديميين محللين أو مشككين بما شكّل مادة غنية للنقاش، وها أنا أعرض أغلبها كما هي دون تصحيح أو تعديل تاركا الطريق سالكة أمام القارئ النبيه للوصول بنفسه إلى إجابات مقنعة:
الباحث الأكاديمي والروائي أحمد خالص الشعلان علّق بالقول: “فعلا إذا كان ( الله) هو المؤلف لم يشر إلى نفسه بضمير “أنا” على الأقل في بعض المواضع . . وهذا هو سبب عزوف غالبية الناقدين واللغويين العرب عن النهج “البنيوي” في التحليل لأنه يتطرق لبنى من هذا النوع ولقد خشوا أن يذهب التفكيك البنيوي إلى مسائل حساسة من هذا النوع!”
الصحفي عباس الخشالي علّق بالقول” سألت نفسي حين سمعت القرآن وقرأته أول مرة، لماذا يتحدث الله حول اسمه بصيغة الشخص الثالث غالبا؟ سؤال مهم حبذا لو نحصل على إجابة غير معمَّمة”.
أما السيدة جنان الهاشمي فذهبت إلى القول: “الله يعرف نفسه لكن الآخرين لا يعرفونه لذلك هو يعرف نفسه لهم”، ثم استطردت بالتعريف قائلة: “إن كنت بمقابلة عمل ألا يطلب منك التعريف عن نفسك وإنجازاتك وخبراتك تقول هو أم تقول أنا”.
أما الناشط على فيسبوك هادي رزاق الخزرجي فعلّق يقول: “إذا عرفنا الغاية من القرآن كان الجواب سهلاً. الغاية من القرآن أنّه يكون كتاب يعرّفنا بالخالق وهيمنته على كل شيء، فمن الطبيعي أن يظهر اسمه عز وجل كثيراً”. ثم استطرد موضحاً: “أظن لأن الغاية هي التوحيد أمام ما رسمته الأديان من صورة مخالفة للأصل”.
الناشطة على فيسبوك فرح مخلف كتبت تقول: “من الغريب جدا مقارنة صيغة المخلوق بالخالق لكن رغم ذلك فلو أردت مثلا أن أعطي تعليماتي لأطفالي في المدرسة فسأكرر عليهم الست تريد كذا أو ماما تريد كذا حتى يفقهوا ويتعلموا ولا ينسوا ما أريده منهم. رغم كل ذلك فإن القرآن الكريم يتحدث عن وقائع جرت بين الله تعالى وبين عباده وملائكته ورسله لا يمكن أن تكتمل فيها الجمل وتصبح مفيدة مالم يذكر الله تعالى اسمه. وقد تكررت في القرآن الكريم مجموعة كلمات مثل بنو إسرائيل والمؤمنون والزكاة والنفاق والربا والجنة والجحيم. فشخصيا لا أجد شيئا غريبا في الموضوع”.
أما هشام مراسي فعلق بالقول: “سبب واضح لو كان هناك بحث وفهم لهذا الكتاب ومؤلفه والذي يحكم الإجابة عليه إذا قرأ التاريخ بحيادية سنجد المؤلف الذي هو محمد نفسه وضع نفسه في مكانه الله المذكور في القرآن وتكرر اسم الله مع أنه لم يذكر محمد إلا نادرا وهذا له سبب آخر لأن اسمه هو أقنوم بالأساس ولو أنصف الباحث عن الحقائق لوجد آيات كثيرة يتكلم بها باسم الله ثم في نفس الوقت يتكلم عن حاله أي محمد ويعود ويتكلم بالجمع أي الخلط بين الاثنين مع أنه يقول أنزلناه عربيا “.
عباس النوري الناشط على فيسبوك أورد أمثلة وأحال السؤال إلى مواقع عدة إلا أنّ أهم ما أشار إليه انحصر في القول: ” لا يمكننا قول مؤلف، فان كتاب الله أوامر ونواهٍ وتشريع وتأديب وتعليم …وعلم الأنسان ما لم يعلم…فسبحانه ليس مؤلف كالمؤلفين لكي يكرر اسمه فله الأسماء الحسنى…فهو ليس بحاجة لما يفعله الإنسان أو يقوله وإنما أراد لنا الخير في القول والفعل…حيث قال الرسول محمد صل الله عليه وآله أدبني ربي فأحسن تأديبي”.
اما الناشط المهندس منتظر الفاضلي فعلّق بالقول: “أعتقد أن أحد الأسباب هو أن القرآن ليس كتاب سيرة ذاتية يقول فيه المؤلف أنا في كل مرة يشير فيها لنفسه و شيء آخر لو قال النبي عن الله أنا أنا أنا كل مرة لوقعنا في مشكلة الألوهية المسيحية من جديد “.
اما الكاتب الدكتور إياد لطيف فكتب شارحاً “لكل جملة مكتوبة خبر وإلا أصبحت ناقصة المعنى ولأن هناك خبرا لابد من فاعل لذلك ذكر الفاعل الله جل جلاله كفاعل في جمل الآيات المختلفة هو للدلالة على الفاعل مما يغلق باب التأويل والتلفيق حول الفاعل فكيف إذا كان الفاعل الخالق والكتاب كتاب أحكام وقوانين وكذلك تكرار بقيه الفواعل والمفاعيل الكفار المشركون المسلمون المؤمنون، ملاحظه: على الرغم من هذا الوضوح نعرف ما أثارته قريش حول الفاعل هل محمد (ص) كتبه وضجة المعتزلة هل القرآن مخلوق”.
الباحث المتخصص في علم الاجتماع الدكتور حميد الهاشمي ذهب إلى القول “لكل مؤَلَّف (بتشديد اللام وفتحها) هدف. وهدف هذا المؤلّف هو إثبات ربوبية مؤلفه. تكرار اسم المؤلف جاء في سياق الجدل وإن كان من طرف واحد لتحقيق ذلك الهدف”.
أما الصحفي ضياء رسن فأكد في تعليقه أنّ “القرآن وأحكامه وأمثلته أغلبها ضربت لحقبة الجاهلية ورموزها وأكيد “الأنا ” واضحة لأنها جزء مهم من ثقافة تلك الحقبة. منذ الأزل نعم، لكن القرآن موجه للعرب أولا وجاء مطابقا لما هو غالب هناك “.
من جانبه ذهب الصحفي ياسر أبو معيلق إلى القول: “أعتقد أن الإسلام يختلف عن اليهودية في أن اسم الرب ليس غامضاً وسراً اختص به كهنة المعبد. اسم الله نتلفظه في كل صلاة من الصلوات الخمس ويُرفع به الأذان إلى هذه الصلاة وتستفتح فيه كل سور القرآن باستثناء واحدة، فلا أرى غموضاً في اسمه الذي أعطانا إياه. تحياتي لك ولجرأتك في طرح السؤال وللنقاش البناء البعيد عن العصبية”، ثم استطرد بالقول: “هنا منطق علم النفس وليس الحمية الدينية – لأن الله ليس بنرجسية المؤلف الغريزية التي ينسج فيها نفسه داخل القصة التي قد حدثت أو لم تحدث. وأيضاً أميل إلى ما قالته الآنسة فرح (مخلف) بأن ما ينطبق على البشر والمخلوقات من صفات وأنماط سلوكية لا يمكن أن ينطبق على من خلقهم، لأنه لا ينتمي إلى نفس المجموعة الخلقية، مثلما لا نستطيع أن نصنف الله ذكراً أم أنثى، فهو لا ينتمي إلى الأحياء البيولوجية كي يوضع في إطار هذه التوصيفات… هذا اجتهاد شخصي غير مبني إلا على المنطق الفطري”.
فيما ذهب الناشط والمحلل السياسي إدورد بيباوي إلى القول: “الأديان بشرية الصنع، وما التشديد على تكرار اسم المؤلف هو فقط للتخويف وجعل الحاكم قادراً على قيادة الشعب ورجال الدين هم اليد اليمنى للحاكم ومساعدوه في فرض السلطة والبطش”.
المحلل السياسي باسم العوادي اعتبر أنّ “من الطبيعي أن يذكر الخالق اسمه بهذا العدد أو أكثر والسبب بسيط لأن الكتب السماوية هي رسالة السماء للبشر عبر الوسيط النبي والهدف منها هو التعريف بالخالق من كل الأبعاد والتعريف بالذات دائما يستلزم الحديث الخاص.
القرآن كتاب لتوحيد الله تبارك وتعالى والتوحيد لا يتم مالم يوضح الله بقدر المستطاع ذاته للبشر لذلك أتى لفظ الجلالة بهذه الكثرة وأغلبها مقرونه بصفاته الأخرى.
والخلاصة القرآن رسالة إلى البشر يعرف الله بها ذاته ويدلهم عليها وهذا يستدعي الإكثار من الحديث حول الذات والصفات والأفعال، والسلام عليكم”.
فيما اعتبر الصحفي إبراهيم سيد أنّ “التكرار يفيد تثبيت الفكرة على الأغلب وأقصد بالتكرار لوحدانية الله في ظل (الشرك) والتثنية والتثليث ترسيخا لمفهوم الواحد الأحد حسب الطرح الإسلامي الذي ينزه الاله عن أي صفات أو أشكال أو إلخ…فكان لزاماً تكرار الاسم لترسيخ الفكرة والمفهوم وهو أسلوب أدلجة معروف وأحد تعبيرات العقل الجمعي، علينا ألا ننسى أن القرآن مقرون بأحداث وآياته كانت تنزل فرادى أو على الأقل النبي كان يدلي بها فرادى كي لا ندخل بمبحث مخلوقية القرآن من عدمها وهي محكومة بالزمكان، وطبيعة المجتمع والرسالة المفترض إيصالها لذا وجب إفهام السامعين أنها من الله وليست من بنات أفكار النبي خصوصا أنه كان متهما بشخصه وبرسالته من قبل المحيط مثالا وليس حصرا المجنون، الساحر إلخ من الصفات والنعوت وأنه إنما هي وحي من الله وليس من النبي ، لذا إفراد المفردة واجب الحدوث والتكرار عموما هذا فهمي للموضوع وهذا لا يعني أني أدافع عن الكتاب أو كاتبه”.
أما الباحث في شؤون الأمن هشام العلي فذهب إلى القول “ببساطة كل الكتاب يحاولون كسب الرأي العام وعاطفة الجمهور في الخفاء.. من غير أن يعلنوا ذلك بل ويتبرأون من ذلك.. مدعين بأنهم يريدون الصالح العام وليس الصالح الشخصي، إلا مؤلف هذا الكتاب فهو يدعوا إلى نفسه بوضوح وصدق ومن غير رتوش “.
وختم التعليقات ناشط على فيسبوك عرّف نفسه بأنه مجهول يعرف، نقتطع مما قال التالي: “لا ننسى تاريخ كتابة القرآن…فهو تاريخ مشوش. فمتى تم جمع القرآن ومتى كتب ومن قبل من…هذا يجعل النص الموجود لدينا حاليا هو نص لا يمكن أن يكون مطابقاً بالتمام والكمال للنص الذي قاله محمد (ص)”.
تنوعت الإجابات وتنوعت التفاسير، واختلفت ديانات التوحيد الثلاث في تعريف كلمة الله، وبدورنا نقول ما قاله جلّ جلاله “وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ”.
ملهم الملائكة
0 تعليق