تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

انتحار نعيمة البزاز – تحدت المحرمات فانتهت بشكل فاجع!

أغسطس 12, 2020 | 0 تعليقات

لم يكن مصرع نعيمة البزاز مفاجأة، فهي ما برحت تحارب التابوهات، وتتحدى ثوابت العرب والإسلام في كتاباتها، ويرجح أن الكاتبة المغربية الهولندية قد أنهت حياتها بيدها، رغم وجود شبهات أخرى، ما خلق صدمة كبيرة في الأوساط الثقافية في المغرب وهولندا.

انتحرت نعيمة البزاز عن عمر بلغ 46 عاماً، ولم يكشف عن طريقة انتحارها، ولا عن مصير طفلتيها، إلا أن المواقع المغربية الهولندية انهالت تكيل التهم للكاتبة الراحلة واصفة إياها بالملحدة المروجة للرذيلة والتحرر الجنسي.  ولم تعرف الأسباب التي دفعتها إلى هذه الخطوة حتى الآن، بحسب موقع “هسبرس” المغربي.

وكانت نعيمة البزاز قد تعرضت لتهديدات بالقتل منذ سنة 2006 بسبب روايتها “رجال الدين لحايا” الصادرة في هولندا، فتوقفت إثرها عن الكتابة ودخلت في حالة اكتئاب شديدة منذ سنة 2007 وقطعت علاقتها مع المحيطين بها.

وبدأت البزاز نشاطها الأدبي في سن 21 من عمرها بروايتها “الطريق إلى الشمال” عام 1995، ثم توالت كتاباتها فيما بعد لتشمل أهم كتاباتها مثل “عشاق الشيطان” عام 2002، و”المنبوذ” عام 2006، و”متلازمة السعادة” عام 2008، حيث كتبت عن صراعها مع الاكتئاب.

ونعى مسؤولون هولنديون من أصول مغربية الكاتبة الراحلة، عبر منصات التواصل الاجتماعي، منهم رئيسة البرلمان الهولندي خديجة عريب، وكتبت في “تغريدة” على “تويتر” تنعى نعيمة: “كنتِ لطيفة وذكية بشكل لا يصدق.. سأفتقدك بشدة”.

وكذلك نعاها أحمد مركوش عمدة مدينة أرنهايم الهولندية، وكتب أنها “امرأة نادرة وكاتبة ذكية”، مقدما تعازيه الحارة إلى عائلتها وأصدقائها.

انتحار الروائية المغربية الهولندية نعيمة البزاز أمس الأول (الاثنين 10 آب، أغسطس 2020) في أمستردام يعتبره كثيرون اعلان هزيمة، فيما عده المقربون منها نتيجة حتمية لاكتئابها وقد كشف ناشرها “ليبوسكي” عن ذلك حين أعلن خبر رحيلها بعبارة حزينة “الكاتبة التي عانت الاكتئاب، انتحرت”. كان صراع الراحلة هذا يجري على الورق، في عباراتها وكلماتها: “أنا برميل ملأتموه بالأحكام المسبقة، فمي كبير وسأقول كل شيء بشكل مباشر”.

جللت الكآبة حياتها فخاضت معارك مع محيطها المغربي والهولندي بلا هوادة

خاضت نعيمة البزاز دوامة المتاعب، بإصدارها رواية “نساء فينكس” عام 2010؛ اسم الحي الذي كانت تسكنه، وقد لقيت روايتها نجاحاً وباعت منها ستين ألف نسخة. حيث سجلت بروح ساخرة ولغة لاذعة، “أخلاق منطقة فينكس”، وكتبت عن العادات والخيانات والأكاذيب والزيف، وقد تعرّف الجيران في كتابها على أنفسهم، وهاجموا منزلها ساخطين وتعرّضت إلى تهديدات كثيرة بعضها بالقتل ومضايقات لا تنتهي، وهي لم تنكر أنهم شخصيات عملها، بل قالت في مقابلة معها “روايتي سيرة ذاتية جداً، يسهل التعرف على الشخصيات فيها، كتبت الحقيقة، كنت الشخص الذي لديه الشجاعة لتدوين ذلك”.

ولدت البزاز، الأمّ لابنتين، في مكناس بالمغرب، وهاجرت عندما كانت طفلة صغيرة مع أسرتها إلى هولندا. عاشت الأسرة في محيط العمال الضيوف، ففرض ذلك على نعيمة حياة أسرية قاسية، وكتبت عنها الراحلة أولى روايتها “الطريق شمالاً” الصادرة عام 1995، وكان موضوعها هجرة رجل عاطل عن العمل من المغرب إلى هولندا، وقيل آنذاك إنها أول روائية هولندية من خلفية “برنامج العامل الضيف”، وظهر بعدها بعام واحد روائيين مثل عبد القادر بن علي وحفيظ بوعزة.

رواية نساء فينكس الصادرة بالهولندية كانت سبباً لحروب شنت على نعيمة بلا هوادة

بعد نشرها روايتها “عشيقة الشيطان” 2002، بدأت تكال لها الإهانات الشخصية، وأقصيت من أقرب الناس إليها، وأُطلقت عليها أحكام أخلاقية مسيئة بسبب المقاطع الجنسية الصريحة التي تضمنتها الرواية، وتكرست هذه النظرة إليها وتحولت إلى تصرفات مهينة وهجمات عليها بعد روايتها الثالثة “المنبوذة” عام 2006، وهي عن امرأة مهاجرة تقرّر الخروج من بيئتها المحافظة والعيش في بيئة أوروبية أكثر تحرّراً، ومع هذه الرواية بدأت التهديدات تزداد عنفاً ووصلت إلى القتل، وأطلق مجموعة من المهاجرين دعوات على الإنترنت تطالب ذويها بحبسها، وبكل من يراها بأن يبصق عليها وكانت الحجة أن “البزاز تسخر منا نحن المغاربة”.

مع نهاية عام 2006، بدأت صحة البزاز النفسية تتردى، كانت تكافح يوماً بيوم لكي تستمر وفعلت ذلك وهي تكتبت روايتها “متلازمة السعادة” الصادرة عام 2008، و”المزيد من النساء ” الصادرة عام 2012، و”في خدمة الشيطان” الصادرة عام 2013، وكلها روايات رصدت فيها مجتمع الجيل الثاني من المهاجرين المغاربة في هولندا، وكشفت عن طبقات الفقر والعنف الممارس داخلها والصراع بين ثقافتين داخل كل إنسان في هذا المجتمع، وكيف يتحول هذا الصراع إلى عنف وكراهية ويتفاقم ويفاقم حياة من هم فيه ويزيدها بؤساً.

تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

مقالات ذات صلة

تأملات حول التعليم والجهل والمسافة بينهما

تأملات حول التعليم والجهل والمسافة بينهما

بقلم محمد حسين صبيح كبة ما زلت أتذكر المصيبة التي حلت بي عندما كنت في الثالثة من عمري. حصلت في عيد ميلادي على هدية هي لعبة في حقيبة صغيرة طبية لكي أعرف ولو النزر اليسير من أمور الطب. بعدها بيومين لا أكثر بدأت المشاكل. كنا نسكن قرب مكان فيه الكثير ممن لا يعرفون أصلا...

قراءة المزيد
شيء عن الأدب السوداني

شيء عن الأدب السوداني

بتسلسل أبجدي يسافر محمد حسين صبيح كبة في عالم الأدب السوداني، ملمحاً من بعيد إلى بعض فنون وعقائد هذا البلد.   أليف- لا أعرف الكثير عن الادب السوداني رغم أني مطلع بدرجة لا بأس بها على الاداب العربية والعالمية بالذات الشعر حيث أعرف مثلا القليل جدا عن أمر الفيتوري ولكني...

قراءة المزيد
حول حقوق التأليف النشر وبراءات الاختراع

حول حقوق التأليف النشر وبراءات الاختراع

 محمد حسين صبيح كبة لحدود ما أعلم أنه الكثير من دارسي القانون والحقوق وربما حتى القضاء غير دارسين لموضوعة الحقوق سواء حق المؤلف أو حق الطباعة أو حق النشر أو حق التوزيع وغيرها من حقوق والتي تسمى بالكوبي رايتس. فما بالك بحقوق المنتج الصناعي المسمى بالإنكليزية باتينت...

قراءة المزيد

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *