تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

العناق معبر للعشق والود وما شابه

أغسطس 26, 2021 | 0 تعليقات

في الغرب لا يرتبط العناق بالعشق فحسب، كما انه ليس ظاهرة غربية فحسب، بل هو عند أغلب الشعوب تعبير عن تماس جسدي غير جنسي يعبّر عن مشاعر القرب والتعاطف والمحبة وحتى الاحترام. وتقترح دراسة علمية أنّ له فوائد صحية ملموسة.  

يتعانق الرجال في العالم العربي بعدة أشكال، ففي بعض المناطق يقع العناق بمقاربة الأكتاف، وفي مناطق أخرى يقع بتلامس الأنوف بعد تلامس الأكتاف، وأحياناً يقع العناق بمعانقة الجزء الأعلى من الجسم على جانبي جسد الشخص المعانَق. والعناق هنا غالبا تعبير عن افتقادك لمن عانقت وإظهارك مشاعر الود تجاهه، كما يصبح العناق واجبا في مراسم التعزية في بعض المناطق بوفاة قريب الى المعانق.

مثل العناق المصافحة، وهي تماس بين الأكف اتخذ شكلا رسميا لدى كثير من الشعوب، وبدأ يفقد دلالته الحميمة.

أما عند النساء فيقع العناق غالبا مشفوعا بالقُبل، وهي قبل لا تقع على وجنة أو وجه المقابِلة، بل تُطلق في الهواء قرب وجهها، لتُصبح تعبيراً رمزياً عن الود.

دراسة نشرها موقع “امريكان ساينس”، ذهبت الى أنّ العناق إضافة الى شعور الود الذي يبعثه في نفوس المتعانقين، قد يكون سببا في وقاية الناس من كثير من الأمراض. وقد يبدو الأمر الى هذا الحد متناقضا، اذا لو افترضنا أنكَ تعانق عشرات الغرباء، فإن أحتمال انتقال أمراض معينة اليك سيصبح أكبر، لكن الدراسة التي أطلقها معهد “كارنغي ميلون” الأمريكي كشفت أنّ الشعور بالتلاحم والقرب الشعوري من الآخرين الذي يحصل أثناء العناق له دور فاعل في التقليل من احتمالات الإصابة بأمراض مرتبطة بالكآبة ومترتبة عليها (وقائمة هذه الأمراض كبيرة جدا، وتصل إلى أمراض المعدة والجهاز الهضمي، والى الدماغ وأمراض الجلطة الدماغية، والى أمراض الأعصاب والأمراض الغامضة ومنها فيبر ومولوجي).

وأوجز تقرير نشره موقع “كوليكتف ايفوليوشن” المعني بالصحة النفسية والبدنية جملة فوائد ملموسة ناجمة عن العناق منها:

1.زياة الترابط، فالعناق قد يساعد الدماغ على إفراز هورمون أوكسيتوسين التي تشيع في النفس شعور التقارب مع من نعانقه.

العناق، المودة، التلامس الجسدي، محبة

2.التخفيف من الألم، فالعناق يطلق عصارة الآندروفين التي تساعد في تليين الأنسجة، بما يخفف كثيراً من الآلام، وخاصة المرتبطة بالأمراض الغامضة، وحتى بإصابات الإنفلونزا، فهل نعانق أحبتنا حين نصاب بالإنفلونزا فتخف آلامنا؟

3.العناق يتيح تبادل المشاعر عبر حقل البايوجينتك الغامض الذي يرتبط بالقلب، ما يثير تعاطفنا مع الآخرين. هذه الآلية تبني جسور الثقة بين الناس، وهي مشاعر لا تعبر عنها الكلمات مهما كانت مؤثرة. وهكذا يُنصح بعناق الذين تود أن تفتح قلبك لهم.

4.العناق يخفف من الاكتئاب، ومن الاختلال التناقصي للأعصاب. فالعناق يزيد من انتاج مادة دوبامين في المخ، ويظهر أثرها فورا في تخطيطات الدماغ إن نجح الفرد في إجرائها مباشرة بعد العناق. هذه المادة تنخفض بشدة لدى من يعانون من الاكتئاب.

5.العناق قد يرفع من انتاج أنزيم سيروتونين في المخ، وهو المسؤول عن تعديل المزاج، واحترام النفس. فمن يعانون الوحدة ينخفض عندهم هذا الأنزيم الى مستويات متدنية جداً.

6.العناق يقلل التوتر والضغوط، ويجري هذا بتناقص هورمونات التوتر الضغوط التي تجري في الدم مع مادة الكوليسترول. وانخفاض مستويات هذه الهورمونات، يهدئ مشاعر المرء، وأثبتت عدة دراسات، أنّ معانقة الرُضع من قبل أمهاتهم وآبائهم وإخوتهم يجعلهم أقل توتراً، كما يبعث في نفوس البالغين أنفسهم مشاعر حنان تخفف الى حد كبير من مشاعر الضغط والتوتر.

جملة هذه الفوائد قد تحدث لفترة قصيرة لا تكفي للتأثير البيّن المستمر في صحة الإنسان، لذا يُوصي المختصون بكثرة العناق، على الأقل مع من يحبهم الإنسان من أهل بيته وأقربائه وأصدقائه، ففي هذا أثر مفيد على النفس والبدن.

ملهم الملائكة

تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

مقالات ذات صلة

تأملات في العناصر الأربعة وتفرعات عنها

تأملات في العناصر الأربعة وتفرعات عنها

بقلم محمد حسين صبيح كبة   قد يمكن، وقفزا للموضوع، أن نسمي "ناطحات السحاب العالمية الأربع الجديدة" أربعة عناصر مشهورة هي كل من (لا على ترتيب معين): الماء، والهواء، والنار، والرمل. في وعبر نظريات الإغريق القدماء. حسنا وقفزا لنتيجة من النتائج كيف يمكن معرفة أمور في...

قراءة المزيد
تأملات حول التعليم والجهل والمسافة بينهما

تأملات حول التعليم والجهل والمسافة بينهما

بقلم محمد حسين صبيح كبة ما زلت أتذكر المصيبة التي حلت بي عندما كنت في الثالثة من عمري. حصلت في عيد ميلادي على هدية هي لعبة في حقيبة صغيرة طبية لكي أعرف ولو النزر اليسير من أمور الطب. بعدها بيومين لا أكثر بدأت المشاكل. كنا نسكن قرب مكان فيه الكثير ممن لا يعرفون أصلا...

قراءة المزيد
شيء عن الأدب السوداني

شيء عن الأدب السوداني

بتسلسل أبجدي يسافر محمد حسين صبيح كبة في عالم الأدب السوداني، ملمحاً من بعيد إلى بعض فنون وعقائد هذا البلد.   أليف- لا أعرف الكثير عن الادب السوداني رغم أني مطلع بدرجة لا بأس بها على الاداب العربية والعالمية بالذات الشعر حيث أعرف مثلا القليل جدا عن أمر الفيتوري ولكني...

قراءة المزيد

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *