الفرق بين التشاؤم والتفاؤل ليس فرقاً فلسفياً، بل هو في أغلب الأحيان فرقٌ ترسّب في تكوين الإنسان نتيجة أسباب كثيرة لا يمكن تحديدها بدقة ووضوح. لكنّ الخروج من حالة التشاؤم، التي تحول الإنسان إلى كائن سوداوي غير مقبل على العمل وعاجز عن اتخاذ قرارات صائبة، يكمن غالباً في ذات الإنسان نفسه، فبوسعه أن يصنع أسباب تفاؤله. التفاؤل يعني أن تستمر بالحياة محاولاً دائماً الوصول إلى شاطئ أحلامك، مهما كانت المحبطات والعناصر التي تخلق الفشل. الفشل جزء من حياة المرء، ومغادرة الفشل إلى النجاح هو النصف الثاني من نفس الكأس.
لمعالجة التشاؤم يقترح المختصون التالي:
*أخلق لنفسك قضية تؤمن بها وتتولى الدفاع عنها، ويجب أن تكون قضية ملتصقة بعمق قلبك، لدرجة تقهر روح التشاؤم المتأصلة في روحك.
*ركز على كل ما هو ممكن وليس على كل ما هو مستحيل. من يضع أمامه صعاباً وقمماً لا تقهر لن يستطيع السير، كما أكد بحث نشره موقع “ويبميد” الطبي الأمريكي.
* أبدأ من الأشياء الصغيرة، ومنها تكبر اهتماماتك، وتشغلك الصغائر عن التشاؤم الذي يرتبط حتما بالإحباط المتكرر.
*الصغائر لن تسبب لك إحباطاً حتى إذا فشلت فيها.
أما في مجال التغلب على الحزن فالنصائح التالية يمكن أن تضع الإنسان على الطرق الصحيح:
*الابتسام. كشفت دراسات كثيرة أنّ الابتسام حتى حين يخيم علينا الحزن، يمكن أن يساعدنا على الشعور بأننا نسير نحو الأفضل، ابتسامات “الدوشينه ” أي تلك التي تسحب عضلات العين علاوة على عضلات الفم، تؤثر كثيراً بشكل إيجابي في مزاج الإنسان، وهكذا فكلما خيم على نفسك الحزن، حاول أن تبتسم، حتى وإن وجدت نفسك ترفض ذلك. بل تؤكد بعض الآراء أنّ العبوسين من الناس هم الأشد تضرراً بالحزن العارم حين يسيطر على نفوسهم.
*استمع إلى الموسيقى. الإنصات الى الموسيقى له أثر سحري على النفس، فهو عزف على أوتار القلب، ومداعبة لحافات الروح القريبة من الجسد، لكنّ المهم أن يعرف الإنسان ماذا يجب أن يسمع؟ ما هي نوع الموسيقى المطلوبة هنا؟ بالطبع العالم العربي يميل إلى الغناء الحزين والموسيقى الكئيبة البطيئة، وبات العراقيون اليوم يميلون إلى الغناء والموسيقى ذات الايقاعات الجنائزية، وهو فن ورثوه من سنوات الحصار الاقتصادي المرّة، وهذا يفاقم الحزن، وقد أثبتت الدراسات أنّ الإنسان الحزين، يغرق في الكآبة إذا أنصت الى موسيقى حزينة، وفي هذا السياق يلاحظ عشاق فيروز أنّ الانصات المطوّل الى أغنياتها، يمنحهم شعوراً بالصفاء، لكنه يأتي مقروناً بكآبة حادة وحزنٍ عميق. الأفضل هنا أن نبحث عن موسيقى أو غناء تطرب له النفس، وهذا لا يمكن تحديده بشكل قاعدة لأنه يختلف بتباين الاذواق.
*خذ حماماً ساخناً، وهو أمر أجمعت عليه البحوث والدراسات المتخصصة، فالدفء الذي يسري في الجسد له أثر مباشر على النفس، ويقود إلى استرخاء الأعصاب، فيخفف من التوتر الذي يصاحب الحزن عادة.
*البكاء. بعض الدراسات تؤكد أنّ البكاء له أثر كبير في تخفيف الحزن، ويمنح الجسد والعقل راحة كبرى بأطلاقه تفاعلات كيمياوية في الخلايا تبعث هذا الشعور. ويذهب د ويليام فراي من قسم الدراسات السيكولوجية في جامعة شيكاغو إلى أن الدمع يزيل افرازات التوكسين من الجسم، ولقي هذا الرأي قبولاً كبيراً في الإعلام.
*التمارين الرياضية. أظهرت كثير من الدراسات أنّ التدريب الرياضي يؤدي إلى إفراز مادة الاندروفينز ومواد أخرى، وهي عوامل قد تساعد في قهر الحزن. إحدى التجارب كشفت أن المشاركين في تمارين رياضية لمدة 10 أسابيع، أحسوا بعدها بطاقة حيوية كبيرة وبشعور نفسي مريح. التمرين يمنحنا مساحة لنركز على مسائل أخرى تبعدنا عن مصدر أحزاننا.
فوق كل ذلك، النجاح يصنع التفاؤل، والأمل يمنع الحزن، والإرادة على التغلب على الصغائر تقهر الصعاب والقمم الشاهقة.
ملهم الملائكة
0 تعليق