ما زال السواد الأعظم من العالم العربي ينظر إلى ألمانيا باحترام واجلال بسبب هتلر!؟ فيما يرى سائر العالم أنّ أدولف هتلر هو النقطة السوداء التي تشوه وجه ألمانيا، ولولاه، ولولا ممارساته العنصرية الوحشية، وحملاته الدموية على الإنسان والعقل والحرية، لكانت جمهورية ألمانيا الاتحادية اليوم في مرتبة الدول الكبرى.
ولعلّ “شبه مثقف عربي” سيعترض بشدة على وصفي، معتبراً أن ألمانيا ستضاف قريباً إلى الدول الكبرى الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، روسيا والصين)، لكنّ لهذا الشخص وأمثاله أقول إن ألمانيا ليست في مصاف الدول الكبرى، وهي تنتظر منذ أكثر من ثلاثة عقود إضافتها إلى الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، كما أنّ جيش ألمانيا يقف في المرتبة 16 بين جيوش العالم ويتقدم عليه جيش إيران من الناحية النظرية حسب احصائيات موقع غلوبال فاير باور، ومن الناحية العملية يواجه صعوبات جمة في توجيه أي جهد قتالي، أو لوجستي يدعم الحرب، والفضيحة التي يتردد صداها في كواليس السياسة الدولية اليوم ما زالت في أولها، وقد كشفت عنها حرب روسيا على أوكرانيا، وحسب وكالة يورو نيوز فقد أعلنت الحكومة الألمانية فور شروع الهجوم الروسي، أنها ستقدّم لأوكرانيا خمسة آلاف خوذة عسكرية، حسبما قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت “عاينّا المسألة وسنرسل خمسة آلاف خوذة إلى أوكرانيا”.مضيفة “هذه أعتدة وليست أسلحة. لكنها تساعد، توفر الدعم. وهذه هي تمامًا الطريقة التي سنواصل بها العمل في هذا النزاع”. وتابعت مخاطبة الأوكرانيين “إنها علامة واضحة جدًا: نحن إلى جانبكم”.
هذا الدعم الألماني الفوري الموعود لأوكرانيا أثار سخرية وانتقادات على كافة الأصعدة ومن جميع الأطراف، فقد قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو “5000 خوذة، إنها مزحة مطلقة”، مضيفًا “ماذا ستُرسل ألمانيا فيما بعد للدعم؟ وسائد؟”، معتبرًا أنّ “تصرف الحكومة الفدرالية الألمانية يجعلنا عاجزين عن الكلام”. ومع كل هذا التمسخر، فإنّ إيصال تلك الخوذ المضحكة إلى جبهة أوكرانيا المشتعلة، استغرق أسابيع طويلة بسبب عجز ألمانيا عن تأمين الدعم اللوجستي العسكري للجبهة الأوكرانية، بسبب النقص الحاد في طائرات النقل العسكري الثقيل.
العقل الجمعي العربي يتعامل مع اسطورة التفوق العسكري الألماني الذي كان سائداً في النصف الأول من القرن العشرين، وكأنه حقيقة قائمة حتى اليوم، ويبني البعض على ذلك مواقف سياسية، وللتذكير، فإنّ مساهمة ألمانيا في الدعم الأوروبي للجيش الاوكراني التي تضمنت وعوداً بإرسال أسلحة ثقيلة ومتوسطة، لم يتحقق منها شيء حتى الآن، وحتى دبابات ليوبارد الخمس المقرر ارسالها إلى أوكرانيا والتي نزعت منها تقنيات متطورة بالغة الأهمية في الرماية والتوجيه، لا تتوفر معلومات عن وصولها إلى أوكرانيا حتى هذه اللحظة. التفوق العسكري الألماني قصة تلفها أساطير كبرى، لأنها ترتبط بسياسات ما بعد الحرب العالمية الثانية، وقرارات دول الحلفاء المنتصرة التي لم تتغير حتى اليوم، ولا شيء يدل على تغيّرها في مستقبل منظور.
حقائق عن الجيش الألماني:
يفتقر المشهد الإعلامي في ألمانيا إلى مصادر حقيقية دقيقة عن التسليح والعسكرية الألمانية اليوم، لكن على وجه العموم فإنّ موقع Global Fire Powerغلوبال فاير بور المتخصص بقياس قدرات دول العالم العسكرية، يقدم إحصاءات يمكن اعتمادها لتكوين فكرة عن العسكرية الألمانية، ومن ذلك على سبيل المثال:
*لا تمتلك ألمانيا قاصفات تعبوية متطورة محمولة على حاملات الطائرة وجاهزة للعمل.
*لا تمتلك البحرية الألمانية مدمرات ولا غواصات ولا قطع بحرية ثقيلة.
*لا تملك ألمانيا قطع مدفعية مسحوبة، وهذا يثير الحيرة تماماً.
*مجمل عديد القوات الألمانية البرية والجوية والبحرية يبلغ 199 ألف عنصر من الذكور والإناث.
*تملك القوات البرية الألمانية 9217 ناقلة اشخاص مدرعة، مدولبة أو نصف مدولبة أو مجنزرة. هذا الرقم المهول يدل على أن كل القوات البرية في ألمانيا تنقل بآليات مدرعة، وهذا يعني أن سلاح المشاة في ألمانيا منتظم في تشكيلات مشاة آلية (تسمى لدى بعض العرب بالوحدات الميكانيكية)، وليس فيها وحدات مشاة راجلة.
*مجمل الاسطول الجوي الألماني يتكون من 617 قطعة وهذا يشمل كل شيء، علماً أن 42 بالمائة منها طائرات هليكوبتر، وبذلك تقف ألمانيا في المرتبة 18 بين جيوش العالم المدونة في هذا السجل وعددها 140 دولة.
*تملك ألمانيا 266 دبابة.
*تملك القوات البرية الألمانية 38 راجمة صواريخ وهي من أسلحة الاسناد المتوسط والبعيد والقريب حسب عياراتها.
*تملك ألمانيا 121 مدفع ذاتي الحركة (مجنزر أو مدولب).
* تملك ألمانيا 538 مطاراً يمكن استخدامها لأغراض عسكرية لكنها لا تملك قاصفات سوقية بعيدة المدى.
*لا تملك ألمانيا صواريخ متوسطة وبعيدة المدى.
وأدعو الخبراء والعسكريين العرب للتدقيق في الأرقام أعلاه، ومقارنتها بعديد قوات دول نامية مثل إيران، تركيا، مصر، الارجنتين، إسرائيل، لمعرفة مستوى القدرة الألمانية على القتال. وبالمناسبة، ففي عام 2014 وبعد أن احتلت “الدولة الإسلامية” سيئة الصيت ثلث العراق، أرادت ألمانيا أن تدعم القوات العراقية وقوات البيشمركة بشكل سريع، فقررت ارسال أسلحة خفيفة، ومنها بضع رشاشات، ومائة مسدس، وبضعة أطنان من الذخيرة والملابس العسكرية والنظارات الصحراوية/ الثلجية بشكل عاجل لقوات البيشمركة. لكنّ إيصال هذه المواد البسيطة استغرق 3 أشهر بالتمام والكمال، وتعطلت طائرة الشحن التي تقلها 3 مرات، واضطرت السلطات في النهاية الى استئجار طائرة تجارية لنقل تلكم المعدات والمهام! وكشفت حينها وزيرة الدفاع الألمانية اورسولا فون دير لاين عن شدة احباطها وخجلها لتدني مستوى الأداء العسكري الألماني، وضعف قدراته اللوجستية، حدث ولا حرج عن قدراته القتالية!
وبالنظر لشح مصادر المعلومات عن العسكرية الألمانية عموماً وخاصة لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وصولاً إلى يومنا هذا، فسأكتفي بترجمة مقال كتبته الصحفية الألمانية زابينه كنكارتس ونشرته على صفحة DW بالألمانية والانجليزية عشية الغزو الروسي لأوكرانيا بعنوان “الناتو: ما مدى جدوى الجيش الألماني الاتحادي؟”، في ظل بعض الأوهام التي انتشرت بشأن مساعدات عسكرية “رادعة” لروسيا سترسلها ألمانيا إلى أوكرانيا. هذه ترجمة المقال:
بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، بدأ حلف الناتو بتعزيز جبهة جناحه الشرقي، وسيشمل ذلك بالطبع الجيش الألماني، لكنّ النقاد يحذرون من أنّ هذا الجيش اليوم أضعف من أن يعوّل عليه.
وأثارت بوستات الجنرال ألفونس مايز أحد قادة الجيش الألماني، على صفحته في موقع لينكدين هزات صادمة حيث كتب:” تستيقظ صباحاً، فتدرك أنّ حرباً قد اندلعت في أوروبا! خلال 41 سنة خدمة في ظروف السلام ما كنت لأصدق إني سأخوض حرباً، الجيش الألماني الذي أقوم بواجب قيادته عارٍ بمعنى الكلمة”.
ما قاله الجنرال مايز هو أمر ما برح ضباط الجيش الاتحادي يشكون منه منذ عقود، فألمانيا تهمل بلا هوادة قدراتها للدفاع عن أراضيها وعن أراضي سائر شركائها في الاتحاد، وعوضاً عن ذلك فهي مشغولة بالمهام العسكرية الخارجية، مثل مشاركتها في أفغانستان ومالي.
وزيرة الدفاع السابقة انيغريت كرامب كارنباور، كررت، بنفس اللهجة، وهي تغرد على تويتر باللغتين الألمانية والإنكليزية فشل بلدها في الاستعداد للحظة الحاسمة: “رسمياً يصرّ الجيش الاتحادي أنه ليس عاجزاً تماماً. بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، يستعد الجيش الاتحادي لنشر قطعاته ضمن “قوة رد الناتو”، وتتكون قوة الرد السريع المتحالفة حالياً من 40 ألف مقاتل، تساهم ألمانيا ب 13 ألف مقاتل منهم.”
وما برح جيش ألمانيا الاتحادية مبتلى منذ سنوات طويلة بتهالك معداته ومهامه، كما أن منظومات أسلحته المتطورة المعقدة عانت على وجه الخصوص من مشكلات جمة. رغم ذلك فقد أفاد تقرير استراتيجي صدر في ديسمبر/ كانون الثاني 2022 قد أشار الى جاهزية 77% من القوة العسكرية الألمانية. ومن الواضح ان التقرير قد اعتبر تلك النسبة مرضية، لا سيما انها قد تخطت حاجز 70%. وعلى المرء ألا ينسى تأكيدات المفتش العسكري العام للجيش الألماني الجنرال ايبرهارد تسورن بأنّ “الجيش الاتحادي قادر على تنفيذ مهامه داخل وخارج ألمانيا رهن الإشارة، بمرونة عالية وبالتنسيق مع حلفائنا”.
وخلال الانسحاب السريع لقوات ايساف الدولية من أفغانستان بعد عودة طالبان للسلطة، وقيام “الدولة الإسلامية” بنسختها الطالبانية سيئة الصيت من جديد في هذا البلد، أُجبر الجيش الألماني الاتحادي على استئجار طائرات نقل جوي من طراز انتونوف، وهي مصنوعة، وياللمصادفة، في أوكرانيا! لتأمين سحب القطعات الألمانية من أفغانستان.
أما طائرات الهليكوبتر المقاتلة الألمانية من طراز تايغر ومن طراز NH90 ، فتؤخر جاهزيتها حالياً نواقص في الأجزاء الاحتياطية كما اعترف تقرير صدر عن الجيش الالماني في ديسمبر الماضي، كاشفاً أن 40% فحسب من تلكم الطائرات جاهزة حالياً للقتال.
(في مجال سلاح الدروع) تتطلب الدبابة بوما الألمانية تكاليف صيانة باهظة، هذا علاوة على ثمنها المرتفع جداً (تكلف الدبابة الواحدة 17 مليون يورو). فوق ذلك، فإنّ في تصميم هذه الدبابة خللٌ تكويني مضحك، حيث لا يتمكن أفراد الطائفة الذي يزيد طولهم عن 184 سنتمترا من ولوجها. هذه الدبابة التي انتجتها مصانع Krauss-Maffei Wegmann and Rheinmetall, الألمانية، قد جرت عليها تغييرات وتعديلات بنسبة 65 % من مجمل صناعتها، والجاهز منها للقتال في الجيش الألماني حالياً لا يتجاوز عددها 350 دبابة (حسب تقدير كاتبة المقال وهو لا يتطابق مع التقديرات التي نقلناها آنفا عن موقع Global Fire Powerغلوبال فاير بور). وطبقاً لموقع الجيش الاتحادي، فإنّ الدبابات الألمانية ستكون لقوة واجب الناتو عالية الجهوزية NVHRTF بحلول عام 2023، وليس قبل ذلك.
ماذا تفعل العسكرية الألمانية الآن؟
وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبريشت، وفي ضوء التطورات المتسارعة أعلنت أن وزارتها قد اتخذت “إجراءات الإنذار على المستوى الوطني، وقد يشهد الألمان مزيداً من التحركات العسكرية في المناطق العامة في الأيام المقبلة، فيما قد تنتاب قطاع النقل بعض التحديدات، حيث انّ إمكانات النقل البري والبحري والجوي ينبغي أن تبقى رهن الطلب الفوري للأغراض العسكرية”.
ومن المنتظر أن يجري نشر 3 مقاتلات من طراز يوروفايتر في رومانيا لتأمين المجال الجوي لقوات حلف الناتو، ويؤمل أن يجري دمج المقاتلات ضمن تشكيل مقاتلات نفاثة إيطالية. وطبقا للأمين العام لحلف الناتو ينس شتولتنبيرغ، فإنّ لدى الحلف حالياً أكثر من 100 طائرة مقاتلة في حالة تأهب قصوى تابعة لقواته. وكانت لامبرشت قد اوعزت بالفعل لدعم مساهمة الجيش الاتحادي في قوات الناتو في فبراير/ شباط عام 2022، مع بدء العمليات في أوكرانيا، وعززت ذلك بإرسال 350 عسكري و100 آلية إلى لتوانيا، من بينها مدافع هاوتزر (هاون) ذاتية الحركة، تعد قطع مدفعية متطورة مؤثرة قادرة على إطلاق القذائف بمديات تصل الى 30-30 كيلومترا.
ويقود الجيش الاتحادي مجموعة قتال تابعة للناتو في مناطق البلطيق التي تحمي الجناح الشرقي للحلف، وهي مهمة أطلقها الناتو في عام 2014 إثر اعلان روسيا عن الحاق القرم بأراضيها. وتلتزم الحكومة الألمانية بموقف مبدأي يلزمها بعدم مد مناطق الأزمات بالأسلحة الفتاكة، رغم أنها قد انتهكت التزامها هذا أحياناً في مناسبات سابقة. وطبقاً لرئيسة لجنة الدفاع الألمانية ماري اغنس شتراك تسمرمان، فإنّ ارسال أسلحة فتاكة إلى أوكرانيا لن يغير المعادلات على الأرض، نظرا للتفوق الروسي المطلق.
إبان السنوات الأخيرة، ألزمت ألمانيا نفسها لدعم خدمات صنف الطبابة في الجيش الأوكراني، وفي هذا السياق، تبرعت الحكومة الألمانية وحكومة استونيا لقوات أوكرانيا بمستشفى ميداني قيمته 5 ملايين يورو. من جانبها، أرسلت سلطات أوكرانيا، قائمة احتياجات إلى برلين، أدرجت فيها مطالب تفوق مطالب الخوذ الحربية والمواد الطبية.
تبعات سياسة التقشف
سجلت ميزانية الدفاع الألمانية ارتفاعاً ملحوظاً في السنوات الخمس الأخيرة، فصعدت من 37 مليار يورو إلى 50,3 مليار يورو لعام 2022، لكنّ العقود التي سبقت هذا الصعود، كان تحكمها دائما حدود القلم الأحمر.
حين عرضت على البوندستاغ (البرلمان الألماني) عام 2014 قائمة احتياجات الجيش الاتحادي، استجاب أعضاء البرلمان بشكل صادم مبدين دهشتهم من افتقار الجيش إلى معدات فاعلة تعمل بشكل صحيح، لا سيما تلك المتعلقة بنشر القطعات على مستويات كبرى. وقد طرأ تغير طفيف على الأوضاع في السنوات التي تلت، إذ ما زالت هناك فجوات هائلة في بعض منظومات الأسلحة ومنها طائرات الهليكوبتر المقاتلة التي لا يزيد عدد العاملة منها اليوم عن طائرة أو اثنتين لا أكثر!!
وتشكك ايفا هيغل مفوضة الدفاع في البوندستاغ في لقاء متلفز بقدرات ألمانيا على الوفاء بالتزاماتها العسكرية تجاه أوكرانيا في وقت قريب “البداية الباردة للجيش الاتحادي تدل على تدني مستوى الأداء”. ودعت هيغل الى وضع جدول اسبقيات فعّال لتنفيذ ما مطلوب، مشيرة إلى أن حماية حدود الناتو وحدود ألمانيا يجب أن تكون أسبقية مطلقة، وربما تطلب الأمر تقليص المهام الخارجية، أو تقليص عديد القوات المشاركة فيها”. وفي هذا السياق إشارة هيغل إلى “أن الجيش الاتحادي يجب أن يكون معداً وجاهزا ومدرباً ولائقاً”، وضربت مثلاً في أن انفتاح جنود ألمان في ليتوانيا وهم يفتقرون إلى الحماية حتى من البرد أو المطر “غير مقبول في ظل حقيقة أنهم يحمون واحدة من أغنى الأمم في هذا العالم”.
أما وزيرة الدفاع لامبريشت التي تشغل هذه الحقيبة منذ ديسمبر/ كانون الأول 2021، فبدأت تتبنى نفس الخط، في ضوء تعدد وتعاظم مطالب الجيش الاتحادي، معلنة أنها قد وصلت لآخر حدود ميزانيتها، وتتطلع إلى أن يعزز المستشار ميزانية العام المقبل.
من جانبه، كشف المستشار الألماني اولاف شولتز أن مسودة ميزانية عام 2022 الاتحادية التي قدمها وزير المالية كريستيان ليندر تضمنت في الحقيقة تخفيضات إضافية على ميزانية وزارة الدفاع والجيش الاتحادي، لكنّ الحرب على أوكرانيا، وضغوط حزبه والحزب الليبرالي الديمقراطي، تستدعي الآن تعزيز ميزانية الدفاع للأعوام المقبلة.
وفي لقاء متلفز مع مجموعة من الجنرالات الألمان ذهب المستشار شولتز، إلى أنّ بلاده يجب أن تصبح “القوة المسلحة الأفضل تجهيزاً” في أوروبا، داعياً إلى زيادة نفوذ دول أوروبا في حلف شمال الأطلسي.
وقال شولتز في اللقاء الذي جرى في برلين “كوننا الأمة الأكثر عدداً من ناحية السكان، ولأنها اليوم أكبر قوة اقتصادية ناشطة في وسط القارة، يجب أن يصبح جيشنا ركيزة الدفاع التقليدي في أوروبا، والقوة المسلحة الأفضل تجهيزاً فيها”.
وأكد شولتز أنه بعد سنوات من الاعتقاد “الخاطئ” بأن بلاده “محاطة بالأصدقاء”، “فالحقيقة هي أن (الوسط) السياسي والاقتصادي وجزءاً كبيراً من المجتمع صدق هذه الفرضية واستخلص استنتاجات كبرى واهمة”، مضيفاً أن هذه “استنتاجات خاطئة، كما ندرك اليوم، خصوصاً إذا نظرنا إلى وضع الجيش الألماني”.
بون/ خريف 2022
0 تعليق