يترسم معارك النساء على رقعة الشطرنج الهادئة، وقد يحسب البعض ذلك ترفاً رجالياً محضاً، لكنّ المسابقات الدولية في الشطرنج للنساء كشفت عن مواهب مؤنثة مثيرة للدهشة والإعجاب. لاعبات الشطرنج العالميات استطعن أن يطورنّ قدرة تخيلية عالية بوسعها “أن تعتصر الماء من الحجر” حسب المثل الصيني. في العادة، لا تقفز لاعبات الشطرنج العالميات إلى عنق الخصم منذ بدء النزال، بل يسعين لتوزيع آلاتهن بما يحفظ مرونة المناورة لهن لأطول فترة ممكنة، ساعيات بجد بالغ لتحسين وتعزيز مواقع تلك الآلات مع تقدم اللعبة.
على نطاق واسع، يشيع وهم مفاده أنّ الرجال متفوقون على النساء في هذه اللعبة الحربية، لكنّ عالم نفس وأعصاب ياباني أعتبر قبل بضعة أعوام أنّه لا يوجد دليل علميّ يدعم وجود اختلافات بيولوجيّة بين الجنسين في القدرة على لعب الشطرنج، لكن هذا لا يعني أن مثل هذه الاختلافات لا توجد بالضرورة. مؤلف هذا الكتاب يغض الطرف عن هذا الجدل، ويتابع مشاركات النسوة على مستوى العالم في سباقات الشطرنج متوخياً توثيق خططهن ونقلاتهن التي أدت إلى فوزهن.
مكتبة ملهم الملائكة