تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

معجزة سفينة البحر المتجمد

أكتوبر 23, 2024 | 0 تعليقات

بقلم محمد حسين صبيح كبة

 

في شتاء معين وفي مكان بعيد عن العالم وعلى ساحل ذي بحر في عطلة نهاية الأسبوع قررت أن أتمشى على البحر مرة أخرى. الثلج هذه المرة يغطي المكان برمته وكأنه سجادة حيكت بدقة.

المشكلة أنني لم أكن ارتدي حذاءً خاصا بالشتاء وبالثلج بل كان حذاء عاديا ولحد اللحظة أفكر كيف تجرأت ومشيت كل تلك المسافة بعيدا داخلا في العمق الثلجي مع هكذا نوع من الأحذية دون تفكير بمغبة الأمر والحمد لله لم يحدث ضرر لي رغم أنه كان ممكن الحدوث. لا أدري ما الذي كان سيحصل لو انكسر الحذاء أو انفطر وكيف كنت سأعود كل تلك المسافة التي مشيتها من دون تفكير بعواقب الأمور. وصلت إلى نقطة المجرى المائي الذي به الحلقة التي كانت لا تبين بسبب شدة الثلج ولكني عبرته.

كان الجو دافئا لأنه أثناء هطول الثلج تدفأ الدنيا وبسهولة لا تذكر عبرت المدى المائي الذي كان فيه الثلج للقمة مما سهل لي عملية العبور وبعدها انطلقت أمشي لمدة أكثر من ساعتين بمحاذاة ساحل البحر. كان البحر على يميني مليئا بالثلوج ومع ذلك كان هناك موج يتحرك.

ولو كان هناك شخص مكاني لما فعل ذلك إذ في اية لحظة قد أغرق في ثلج غير متكتل بشدة ولم يكن أحد بقربي أصلا مما يعني وفاتي بكل سهولة.

بعد مسير على طول خط الساحل وصلت لمكان الثلج فيه كأنه ملح ناعم. حينها قمت بالمشي على الماء المتجمد؟ لست أدري لكن قد يكون الأمر كذلك. بعد قليل بل وبعد لحظات تفاجئت بسفينة شراعية بيضاء فيها عدد من الملاحين ورئيسهم ربما أو القبطان وبدأت السفينة تحاول الاقتراب من الساحل.

وحدث شيء رهيب جلل. بعد الوصول لمكان قريب من الساحل إذا بي أتفاجأ بالقبطان أو أحدهم وهو يقول لي بعربية سليمة هل تريد أن تأتي معنا. هنا لابد من العودة للوراء بعض الشيء.

كنت ذات يوم قبل أكثر من ثلاث سنوات من هذه الواقعة مع قريب لي أكبر مني في السن ومعه زوجته. وكانا يتحدثان لي عن ذلك البريطاني الذي ما أن أقتربت السفينة التي كان عليها من ساحل الصين الشعبية حتى قفز من على ظهر السفينة وسبح حتى وصل للساحل فقبضوا عليه بالطبع وهو يدعي أنه يريد العيش مع الصينيين حبا بمبائدهم.

بالطبع لم يمر الأمر مرور الكرام ومنعت السلطات الصينية الشاب وقتذاك من الخروج من الصين وبعد مدة تساهلت معه فسمحت له بالزواج من صينية ربما هم من اختاروها له. وبعد سنين طوال لأكثر من 22 عاماً سمحوا له بزيارة بريطانيا والمملكة المتحدة وكان واضحا أنه قد نسي حتى اللهجة الإنكليزية إذ كان كلامه مليء بالأخطاء ومليء باللكنة الصينية.

هنا وللتندر، وبعد نشرة الأخبار التي ذكرت الخبر، قلت لهما أنه قد ولعل أنه إذا ما كنت أنا في سفينة في المحيط الأطلسي ووصلت السفينة لمثلث برمودا فإنني قد أقوم بنفس الشيء إعتمادا على رواية خيالية شهيرة تقول إنه في المثلث جزيرة يحكمها مسلمون تحيط بها ثلاث جزء صغيرة تحميها وتمنع عنها الأعين.

وتقول الرواية التي من روايات الخيال العلمي أنه من الأدلة على وجود هذه الجزيرة الرهيبة أمر ما يحدث من إختفاء لكثير من السفن والطائرات من التي تحاول عبور المثلث المعني.

ووقتها ضحكنا كلنا من الأمر رغم أن قريبي وزوجته نبهاني أمر إحتمال أنهم سيعبترونني اسيرا عندهم وقد يقتلوني أصلا.

هنا وللحظات أو أكثر فكرت هل للحيطان آذان.

ولماذا هذا الشخص وسفينته الشراعية الصغيرة التي تشبه بالضبط والدقة مقولات الكتاب الروائي الخيالي عن سفن هذه الجزيرة المختفية بالذات طريقة الشراع الأبيض وغيرها من أدلة يسالونني هذا السؤال وكيف سمعوا أصلا بالنكتة التي كنا نتحدث بها داخل بيت في عمارة سكنية محمية بالحيطان …

بل وأكثر… أن القبطان المعني كان يشبه شخص أعرفه جيدا وعملت معه لمدة سنتين في نفس الغرفة.

هل كان الأمر مزاحاً من نوع ثقيل؟ وما الذي كان سيحدث لي لو قبلت الذهاب معهم … هل كان هذا الصديق أو الذي يدعي صداقتي مستعد لقتلي مثلا ما إن أخطوا على حديد أو خشب السفينة أم ماذا؟

أم هل هو مزاح من نوع ثقيل. لو كان مزاحا من نوع ثقيل فأنا غير مستعد بالمرة لقبوله ولو من صديق.

اللهم أني أعوذ بك من قوم يسرقون ومن قوم يصنعون الخبائث.

ممن يسرقون من أنواعهم السرقات الكبيرة المهولة ومن أنواعهم أنه يسرقك فإذا حسيت به فهو يمزح معك وسيعيد المبلغ وإذا لم تشعر به فلقد تمت سرقتك وغير ذلك من طرقات مهولة.

النوع الثاني من ربما يعتقدون أن دمهم خفيف وأن المزاح لابد أن يكون بأذية وأنه لا وجود لمزاح من نوع بريء.

اللهم أني مرة أخرى أعوذ بك من هؤلاء ومن هؤلاء ومن كل أقوام الطلاح وإن شاء الله أن يكون معي ممن من أصدقائي وأقربائي وممن أعلم ولا أعلم ممن يستحقون أن ينجون من هكذا أمور جلل. تراجعت بعض الشيء للوراء وقلت لهم كلا لا أريد الذهاب معكم وأستداريت وبدأت اسير وأحث الخطى عائدا لسكني القريب من الساحل لكن ليس على الساحل مباشرة.

وبالفعل يبدو أنهم يئسوا من أمري حيث تحركت السفينة مرة أخرى باتجاه البحر وبالفعل بعد دقائق اختفت عن مدى النظر ومستويات الرؤية مما يثير في نفسي العجب عمن هؤلاء حقا وكيف علموا بأمر النكتة التي دارت بيننا أنا وأقربائي.

عندما عدت لمحل سكني قمت بتحضير العشاء لنفسي وبعد بعض الوقت لا أقول سوى من التأمل والرهبة من أمر الرب ذهبت للنوم وأنا شاكر لمن أنقذني من مغبة الأمر برمته. وما زلت أتذكر خوفي من أن أغوص فجأة في الثلج وهم يراقبون تراجعي أو أن يجبرونني على الصعود لسفينتهم البسيطة أو أن يكونوا فعلا وليس أمر مزاح من مثلت برمودا.

هل كان أمر هذه الجزيرة الرهيبة ولو في قصص الخيال العلمي قرب جزر الكناري مثلا أم فعلا في مثلث برمودا؟ الله العالم.

هذه أمور تحصل أحياناً.

تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

مقالات ذات صلة

تأملات في العناصر الأربعة وتفرعات عنها

تأملات في العناصر الأربعة وتفرعات عنها

بقلم محمد حسين صبيح كبة   قد يمكن، وقفزا للموضوع، أن نسمي "ناطحات السحاب العالمية الأربع الجديدة" أربعة عناصر مشهورة هي كل من (لا على ترتيب معين): الماء، والهواء، والنار، والرمل. في وعبر نظريات الإغريق القدماء. حسنا وقفزا لنتيجة من النتائج كيف يمكن معرفة أمور في...

قراءة المزيد
تأملات حول التعليم والجهل والمسافة بينهما

تأملات حول التعليم والجهل والمسافة بينهما

بقلم محمد حسين صبيح كبة ما زلت أتذكر المصيبة التي حلت بي عندما كنت في الثالثة من عمري. حصلت في عيد ميلادي على هدية هي لعبة في حقيبة صغيرة طبية لكي أعرف ولو النزر اليسير من أمور الطب. بعدها بيومين لا أكثر بدأت المشاكل. كنا نسكن قرب مكان فيه الكثير ممن لا يعرفون أصلا...

قراءة المزيد
شيء عن الأدب السوداني

شيء عن الأدب السوداني

بتسلسل أبجدي يسافر محمد حسين صبيح كبة في عالم الأدب السوداني، ملمحاً من بعيد إلى بعض فنون وعقائد هذا البلد.   أليف- لا أعرف الكثير عن الادب السوداني رغم أني مطلع بدرجة لا بأس بها على الاداب العربية والعالمية بالذات الشعر حيث أعرف مثلا القليل جدا عن أمر الفيتوري ولكني...

قراءة المزيد

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *