تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

فيلم مصري ودرس عراقي

نوفمبر 4, 2024 | 0 تعليقات

بقلم محمد حسين صبيح كبة

الحكاية الأولى

يبدو واضحا للعيان أن الفيلم العربي المصري صراع في الوادي هو فيلم به ثيمة وبه حبكة مصوغتان بعناية فائقة.

الواضح في الفيلم قيام الفلاحين بزرع القصب وفي سنة من السنين كان منتوجهم من الدرجة واحد بينما بسبب سوء إدارة إبن شقيق الباشا فإن ناتج القصب الذي من مزارعه لهذه السنة كان من الدرجة إثنين. لذا قرر الباشا وبزن من قريبه وإبن أخيه غير المتعلم وغير المثقف بإغراق محصول الفلاحين لكي تضطر الشركات للشراء منه وبالسعر العالي أيضا.

وكان ما كان من أمر الإمام الضرير الذي هدد الباشا بأن يعطي الفلاحين تعويضا عن القصب الذي تم إغراقه بفعل فاعل واضح أنه الباشا وإلا فسيقوم هو بنفسه بعمل اللازم وكيف يتم قتل الإمام وكيف يتهم أبو أحمد بأنه هو القاتل وبقية الفيلم الشيق الرهيب.

الحكاية الثانية

هذه المرة في بغداد.

كنا صغارا في السن ووقتها قالت لنا المعلمة أنها تريد رأينا باعتبارنا من طليعة المتعلمين وسنكون مثقفين أيضا وأنه نحن الصغار الذين سنحمل على أكتافنا عبء المستقبل في أين تستثمر الدولة فائضها النقدي حيث في ذلك الوقت كان للعراق فوائض نقدية وليس مثل الآن ديون رهيبة.

ووقتها نوه لي طالب كبير أنه لن يستطيع إعطاء وجهة نظره لأنه لن يتحمل السخرية والضحك من الطلبة ومن المعلمات والمعلمين ووقتها وعدته أني أنا من سيقول البداية.

فعلا في الصف في القاعة المخصصة للعلوم والمعلومات سألت المعلمة السؤال الذي كنا نتوقعه.

رفعت يدي وقلت نعمل بها على الأقل مصنع.

هنا كان هناك تصفيق شديد من الطلبة والطالبات ومن المعلمة وبعض المعلمين والمعلمات في الخلفية.

بعد قليل سالت المعلمة أي نوع مصنع.

فأجبت بكل ثقة، وهنا مربط الفرس في خوف صديقي من أن يظهر فورا في الصورة، أن نبني مصنعا للبكتريا.

لا داعي لأن أصف ما حصل بعد ذلك.

لقد بدأ الضحك صغيرا بعض الشيء ثم تطور لضحك رهيب علي ملء الأشداق بل أن البعض وقع على الأرض من شدة الضحك والمعلمة نفسها لم تتمالك نفسها وبدأت تكح ثم اتضح أنها كانت تحاول كتم الضحكة.

بدأ صديقي بعدها فورا بشرح وجهة نظره وبالإستناد كذلك على كتب معينة حول إمكانية إستشراف بعض أنواع الكائنات المجهرية المعروفة بشدة عدم عدوانيتها للبشر بحيث تساعد إما بحسب ما أتذكر في عملية كيميائية معينة للبسترة أو في تسريع عملية البسترة بحيث يكون هناك مصنع كبير للألبان يعتمد في جزء منه هذه التقنية أو شيء معين لا أتذكره.

الواضح أنه حتى في جسم الإنسان هناك كائنات مجهرية وجودها ضروري للجسم وتعمل على المساعدة على إبقاء توازن جسم الإنسان.

والواضح أكثر أن الكلمة جراثيم هي المقصود بها الكائنات الدقيقة الضارة بينما بكتيريا قد تعني كل الكائنات الدقيقة بحلوها ومرها.

وأمر بناء المصنع هو ما حصل فيما بعد بحسب ما سمعنا.

وبغض النظر في هل تم إستعمال الكائنات المجهرية الدقيقة في الأمور هذه أم لا فإنه قبل سفري للدراسة في لندن إنكلترا كان أمر شحة الحليب الذي للأطفال والذي للكبار قد بدأ يخف بحسب ما بدأنا نرى.

ولكن عند عودتي بعد سنوات عددا تفاجئت أنه مع وجود المصنع المعني وبدلا من أن يكون هناك فائض نسمع أحيانا عن وجود شحة في السوق.

ملصق فيلم صراع في الوادي

هذا ما حدث في الفيلم من تغريق القصب ومن ثم قتل الإمام وهذا ما حدث في الواقع من تدمير مصنع الألبان في بغداد إبان عمليات عاصفة الصحراء لإنهاء غزو العراق للكويت عام 1990. وكأن الأمر أمر الدعاية للجبن الأصفر بدلا من الجبن الأبيض بطريقة غير قانونية في الدعاية والإعلام. رغم أن الأبيض يؤكل بعد غلي الماء ورشه وسكبه على الجبن الذي بالعادة يحفظ في الثلاجة.

على كل حال فيلم صراع في الوادي نفسه فيه نسختان، واحدة ناطقة بالانكليزية تختلف إختلافا جذريا عن النسخة العربية المصرية من الفيلم.

في الفيلم الإنكليزي ينتهي الأمر بأن يقتل الحبيبين نفسيهما بشكل درامي معقد قد يكون يحكي قصة رهيبة عن كيفية وفاة محمد المهدي نفسه مثلا لعظمة أمره باختياره وبالاتفاق مع الآخر (المرأة) بينما في الفيلم العربي ينتهي رغم أية مشاكل بتشابك الحبيبين كأنه موضوع الحرف الدرامي المصري الوحيد.

وأمر شبه معين عند تحليل الفيلم الأجنبي وإمكانيات تطبيق المناسبة على فيلم جريمة في الحي الهاديء العربي المصري وكيف لم يبق سوى محمد مهدي والآخر عند تطبيق مناسبة الفيلم على أمور معينة وكيف يحل الفيلم التجاري الموضوع برمته.

على كل حال في الدراما الأمريكية هناك 34 حرف درامي بينما هناك يقال حرف درامي مصري وحيد.

وفي حال أني من أضاف التداخل والصفر غير المعرفات بدقة للموضوع فسيكون عدد حروف الدراما الأمريكية 36 وعدد حروف الدراما المصرية ثلاثة أحرف وربما لازداد عدد حروف الدراما العالمية لكل أمة حرفين كاملين.

لحد الآن لا أدري الشيء الكثير عن مصنع الألبان أو مصانع الألبان التي كانت تعمل بشكل جد متقدم علميا إلى جانب المصانع القديمة الأهلية والحكومية والتي كانت كلها تغطي الحاجة المحلية وربما مع تصدير لأماكن قريبة، ولهذا لم أفهم (ولحد الآن) كيف أنه كان هناك عند عودتي شحة في العرض وزيادة في الطلب بشكل كثيف.

هنا لو قلبنا الأمر بأن الفلاحين هم الذين يريدون إيذاء الباشا بأمر من نوع عكس عكاس معين.

هنا ماذا سيحدث حقا.

علماً أنه وبحسب مسرحية عادل إمام شاهد ما شافش حاجة (شاهد لم ير أي شيء) هناك حديث عن خَلَفْ خِلْفْ خلاف خلفاوي المحام وعِكْس عكاس المحام.

وعلماً أيضا أن فريد شوقي في الفيلم هو الذي يحاول قتل الباشا في النهاية والذي يقوم فيه الباشا في نهاية الفيلم بإبداء ندمه على عمله ويطلب من الجميع أن يسامحوه.

واضح أن الفيلم كان ضمن موجة أفلام اليسار ضد اليمين المتطرف في مصر وواضح أيضا أنه لا أحد، لا أحد إطلاقا من بداية الفيلم حتى نهايته من الملايين العربية وغير العربية التي تشاهد الفيلم يتعاطف مع الباشا والذي قد يكون لسبب مخفي مظلوماً في حال أمر العكس عكاسية أعلاه بالذات. هذه الأمور جميعا تحدث أحيانا ومع الأسف.

بعد كل شيء ورغم أية توضيحات وتحليلات وتفسيرات فإن الفيلمين الناطق بالعربية والناطق بالانكليزية شيقان ويستحقان المشاهدة وكذلك فيلم جريمة في الحي الهاديء بغض النظر عن أية تحليلات.

وشكرا لحسن القراءة.

تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

مقالات ذات صلة

مغامرات رياضية نحوية

مغامرات رياضية نحوية

بقلم محمد حسين صبيح كبة  أعطى أستاذ مادة معينة أوراق الأسئلة للطلاب. وكان هناك تقسيم للطلاب بحيث أن طلاب الصف الأول يجلسون في شكل حرف تي الإنكليزي منعا لأي غش أو لأية مشكلة وهكذا بقية الصفوف. تفاجأ طلاب الصف الرابع بأن أحد الأسئلة في درس معين يبدو غريبا بعض الشيء. كان...

قراءة المزيد
مكتبات بدون مناسبة

مكتبات بدون مناسبة

بقلم محمد حسين صبيح كبة كنت في الثانوية قبل السادس الإعدادي في الخامس الإعدادي، وقتها علمنا أنا وصديق مسيحي أن هناك إمتحان في كلية معينة تقبل الطلاب قبل الإعدادية إذا ما نجحوا في الإمتحان. كان الأمر أشبه بحوزة دينية علمية لا تطبق النظام الفرنسي. علمنا بعدها بسنوات أنه...

قراءة المزيد
معجزة سفينة البحر المتجمد

معجزة سفينة البحر المتجمد

بقلم محمد حسين صبيح كبة   في شتاء معين وفي مكان بعيد عن العالم وعلى ساحل ذي بحر في عطلة نهاية الأسبوع قررت أن أتمشى على البحر مرة أخرى. الثلج هذه المرة يغطي المكان برمته وكأنه سجادة حيكت بدقة. المشكلة أنني لم أكن ارتدي حذاءً خاصا بالشتاء وبالثلج بل كان حذاء عاديا...

قراءة المزيد

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *