تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

شيء عن الأدب السوداني

ديسمبر 31, 2024 | 0 تعليقات

بتسلسل أبجدي يسافر محمد حسين صبيح كبة في عالم الأدب السوداني، ملمحاً من بعيد إلى بعض فنون وعقائد هذا البلد.

 

أليف-

لا أعرف الكثير عن الادب السوداني رغم أني مطلع بدرجة لا بأس بها على الاداب العربية والعالمية بالذات الشعر حيث أعرف مثلا القليل جدا عن أمر الفيتوري ولكني أعرف قليل القليل عن الرواية السودانية من خلال روايتين مثلا هما رواية حمور زيادة شوق الدراويش ورواية الطيب صالح موسم الهجرة إلى الشمال.

باء-

لحدود ما أعلم أن رواية حمور زيادة شوق الدراويش هي عن فترة إدعاء شخص أنه المهدي المنتظر في السودان في القرن التاسع عشر وأنها عمل روائي لا يقال عنه في أسوأ الأحوال سوى أنه من أعاظم الأعمال ومن أشدها تعملقا.

يقال في الأمر المهول والجلل أنه هناك ولو كرقم يعبر عن الحالة المعنية ولو لا غير عن المهدي المنتظر أنه هناك 72 شخص قبل المهدي و72 شخص أثناء المهدي و72 شخص بعد المهدي سيدعون أنهم المهدي المنتظر.

تحكي الرواية عن فترة رهيبة من تاريخ السودان كيف ظهر فيها شخص في تاريخ معين إدعى أنه المهدي المنتظر وكيف توفي أثناء دخول قواته إلى الخرطوم وكيف كانت السودان في ذلك الوقت تحت الحكم البريطاني وكيف أصبح إبن هذا المدعي هو الخليفة وكيف يفكر أحد الموالين للأب والإبن أنهم بعد تحرير السودان سيتوجهون نحو مصر ثم يعرجوا على الشام ومن هناك إلى مكة ثم بعد ذلك إلى كل أوروبا والعالم الخارجي كله وأن هذا هو قدر السودانيين الذي فيه ما يسمى بالحتمية.

وتحكي القصة كيف تكسرت الأحلام والمشاريع عندما خسروا أمام المصريين ومن معهم من سودانيين وبريطانيين وكيف بطل القصة الذي كان من العبيد كيف تحرر وبقيات القصة المشوقة.

وكيف أنه ولو أنه تم إثبات وفاة الرجل مدعي الإمامة عند دخول القوات إلى الخرطوم إلا أن القوم تمسكوا بالأمر فجعلوا إبنه هو الخليفة وبدأ إبن الإبن بإعداد نفسه لكي يتسلم زمام الأمور بعد وفاة الإبن الأول.

أهم ما في القصة برأيي هي رسالة بعث بها الحاكم البريطاني في السودان إلى مدعي المهدوية يقول له فيها بحسب الترجمة أنه

“… إذا كنت أنت الحاكم فمن أكون أنا؟”.

وبرأيي أن المترجم قد أخطأ في الترجمة وأن الرسالة فيها مما فيها أنها تقول

“… إذا كنت أنت المهدي فمن أكون أنا؟”.

من الواضح أن فكرة المهدي أنه يملأ الدنيا عدلا ونورا كما ملئت ظلما وجورا قد تكون لمنطقة معينة من الأرض وقد تكون تحت حكم السبعين سنة أو الـ 72 سنة فيها مما فيها أثناء حكم الملكة فكتوريا لمنطقة معينة. هذا كله سمعت به وليس مؤكدا بالمرة.

جيم-

بل وأكثر تحكي إحدى قصص جرجي زيدان عن عائلة عربية لديها الجنسية البريطانية كيف أن الشاب البطل وقع أسيرا عند المتمهدي واسم الرواية أصلا هي “أسير المتمهدي” وكيف أن المتمهدي يبقيه عنده بعد معرفته بإجادته العربية والإنكليزية ومع هذا هل تمت الإشارة للرسالة التي بعث بها الحاكم البريطاني إلى المتمهدي؟ لست أدري.

وأمر جرجي زيدان شهير في كيف أنه يروج لبضاعات وجواهر ومجوهرات وغير ذلك من القلائد والحلي واشياء كثيرة عبر كتبه بطريقة احترافية يعجب بها البعض ولا يعجب بها البعض الآخر.

تنتهي رواية جرجي زيدان هذه بلم شمل الأسرة وذهابها للعيش تحت سقف واحد بعد زواج البطل من حبيبته لحد ما أتذكر وربما في إحدى مدن الجزيرة البريطانية وبعد خلاص البطل من مشكلة الأسر هذه.

دال-

أما رواية الطيب صالح موسم الهجرة إلى الشمال فتحكي قصة رهيبة عن مثقف ترميه الأقدار لكي يعيش حياته مع نساء لسن بهذه السوية. أهم ما في الكتاب هي الطرفة الرهيبة أن الآخر يغرق بنفس طريقة غرق الأول.

أكاد أتلمس الحروف وهي تعيد نفسها عندما شرع الآخر بالسباحة لعبور النيل وكيف أنها نفس الكلمات التي ظهرت عن الأول وكيف غرق بنفس الطريقة.

هل هو واضح جدا أمر الغيرة الشديدة التي انتابت الثاني عندما قرر أن يحرق غرفة مكتبة الأول أم لماذا قام بفعلته الشنيعة هذه؟ الرواية لا تجيبنا بل تترك الأمر مفتوحا لاحتمالات شتى لكن الواضح أن الغيرة قد تكون الدافع الرئيسي.

الواضح الشديد من الرواية أمر المثقف وكيف ينتهي به المطاف أحيانا للنسيان بحيث تحرق كتبه ومخطوطاته هكذا بدون أي درجة من رحمة لمجرد عدم معرفة أهميتها.

هاء-

الروايتان تحكيان عن السودان قبل التمزق إلى سودانين.

ومما لا يعرفه البعض أنه في فترة زمنية معينة كانت السودان من أهم مصادر الاحتياطي العالمي للغذاء. كان هذا قبل أن تنقسم السودان إلى إثنين سودان شمالي سودان جنوبي وقبل أمر المذابح التي فتكت بأكثر من 400 ألف سوداني في الجنوب وقبل أمر الحوادث في السودان الشمالي.

واو-

واضح جدا في الرواتين أمر لا يتم ذكره سوى رمزا عن نظرية الحتمية الإسلامية.

فمثلما هناك نظريات غير مثبتة عن حتمية انتصار البروليتاريا فإن المسلمين لدهم حتمية أخرى هي أمر حتمية الجنة والنار بل وحتمية أن دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة.

ومثل باقي الأديان السماوية فإنه هناك فيها ما يسمى بنظرية الحتمية في أمر الجنة والنار مثلا حيث تتفق معظم الأديان السماوية عليها ورغم ذلك لم يعد أحد ليخبرنا هل الأمر فعلا موجود أم لا اللهم إلا نظريات عودة النبي والرسول عيسى عليه السلام وأمر الخضر رضي الله عنه وأمر نظرية المهدي المنتظر رضي الله عنه نفسها.

اللهم احفظ لنا السودان وإحفط لنا بلادنا العربية وبلادنا الإسلامية وبقية بلاد العالم.

 

تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

مقالات ذات صلة

تأملات حول التعليم والجهل والمسافة بينهما

تأملات حول التعليم والجهل والمسافة بينهما

بقلم محمد حسين صبيح كبة ما زلت أتذكر المصيبة التي حلت بي عندما كنت في الثالثة من عمري. حصلت في عيد ميلادي على هدية هي لعبة في حقيبة صغيرة طبية لكي أعرف ولو النزر اليسير من أمور الطب. بعدها بيومين لا أكثر بدأت المشاكل. كنا نسكن قرب مكان فيه الكثير ممن لا يعرفون أصلا...

قراءة المزيد
حول حقوق التأليف النشر وبراءات الاختراع

حول حقوق التأليف النشر وبراءات الاختراع

 محمد حسين صبيح كبة لحدود ما أعلم أنه الكثير من دارسي القانون والحقوق وربما حتى القضاء غير دارسين لموضوعة الحقوق سواء حق المؤلف أو حق الطباعة أو حق النشر أو حق التوزيع وغيرها من حقوق والتي تسمى بالكوبي رايتس. فما بالك بحقوق المنتج الصناعي المسمى بالإنكليزية باتينت...

قراءة المزيد
مغامرات رياضية نحوية

مغامرات رياضية نحوية

بقلم محمد حسين صبيح كبة  أعطى أستاذ مادة معينة أوراق الأسئلة للطلاب. وكان هناك تقسيم للطلاب بحيث أن طلاب الصف الأول يجلسون في شكل حرف تي الإنكليزي منعا لأي غش أو لأية مشكلة وهكذا بقية الصفوف. تفاجأ طلاب الصف الرابع بأن أحد الأسئلة في درس معين يبدو غريبا بعض الشيء. كان...

قراءة المزيد

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *