بقلم محمد حسين صبيح كبة

كندا أرضٌ زاخرة بمناظر طبيعية خلابة، وثقافات نابضة بالحياة، وتجارب حياة برية لا تُنسى – وجهةٌ نعرفها عن كثب من خلال رحلاتنا. سواءً كنتم ترغبون في إعادة التواصل مع الطبيعة، أو الاستمتاع بالرفاهية، أو استكشاف تقاليد السكان الأصليين، فيمكن ذلك عن طريق تجارب سفرٍ مميزة تُضفي على هذا البلد الرائع حيويةً لا تُضاهى.

سأحاول في هذا البحث / المقال القصير في جزئه الأول أن أكتب عن الكثير مما تقدمه كندا كوجهة سياحية سواء للكنديين أنفسهم أو لبقية سكان العالم. في عام ٢٠٢٥، تُقدم كندا المزيد من الأسباب للزيارة، مع احتفالاتٍ سنويةٍ بارزة، وتطوراتٍ جديدةٍ مثيرة، وظواهر طبيعيةٍ مُذهلة، مما يجعلها العام المثالي لاستكشاف مقاطعاتها وأقاليمها. فلنحاول أن ندلكم على أفضل وجهات كندا بما يُلهم مغامراتكم القادمة، مع مساعدة في صنع ذكرياتٍ تدوم مدى الحياة في الشمال الأبيض العظيم.

بادئ ذي بدء يجب أن يعرف القارئ أن كندا تتكون من 10 ولايات وثلاث مقاطعات وأنها تقع في مساحة شاسعة من الأراضي والمياه بحيث تكون واحدة من أكبر دول العالم مساحة. وأن كندا تغطيها الثلوج في شمالها العظيم لمعظم وقت السنة لكنها في وسطها وفي جنوبها بالذات يسكن العديد من مواطنيها.

نظام الحكم في كندا فيدرالي اتحادي دستوري ديمقراطي وهي من ضمن دول الكومونويلث وتابعة رسميا للمملكة المتحدة ويحكمها ممثل عن الملكة لكن السلطة بيد رئيس الوزراء.

لكل ولاية حكومتها الخاصة وفي كل مدينة هناك نظام المناطق وعمدة المدينة.

سكنت في كندا ثلاث فئات رئيسة هم السكان الأصليون والانكليز والفرنسيين لكن تغير هذا الأمر بعد مدة بالسماح للعديد من سكان العالم بالهجرة إليها فتغيرت لذلك تركيبة السكان. وكندا فيها تنوع ثقافي كبير يعكسه وجود جاليات ثقافية كثيرة من مختلف مناطق العالم.

الأضواء الشمالية في مانيتوبا: مشهد سماوي ساحر

وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، تُعدّ “السياحة الليلية”، وهي مزيج من كلمتي “ليلي” و”سياحة”، اتجاهًا بارزًا في قطاع السفر للعام المقبل. يشمل هذا النشاط “تجارب السفر الليلية، من المتاحف التي تفتح أبوابها متأخرًا إلى الشواطئ المتلألئة بيولوجيًا إلى مشاهدة الشفق القطبي. سيبلغ النشاط الشمسي ذروته لعقود في عام 2025، مما سيؤدي إلى تفاعل أعداد أكبر من المتوسط من الجسيمات المشحونة مع الغلاف الجوي للأرض، مما يُتيح فرصًا رائعة لمشاهدة الشفق القطبي”.

بعيدًا عن الأضواء، تُعدّ تشرشل ملاذًا لعشاق الحياة البرية – شاهدوا الدببة القطبية في الخريف، أو تجذّفوا مع الحيتان البيضاء في الصيف، أو استكشفوا التندرا على زلاجة تجرها الكلاب. كما يُمكن للزوار التواصل مع مجتمع تشرشل الأصلي من خلال جولات سياحية محلية، مما يُضفي عمقًا ثقافيًا على مغامرة القطب الشمالي. وهناك متسع من الوقت للسفر، حيث يُمكن رؤية الشفق القطبي حتى 300 ليلة في السنة.

جاسبر: شاهد على مرونة الطبيعة

خلّفت حرائق الغابات التي اجتاحت مدينة جاسبر وأجزاءً من منتزه جاسبر الوطني عام ٢٠٢٤ آثارًا واضحة، إلا أن هذا الحدث أشعل أيضًا روح التكاتف والتعاضد في جميع أنحاء العالم. تُبذل جهودٌ حثيثة لإعادة بناء هذه الوجهة الشهيرة واستقبال الزوار مجددًا، مما يجعل عام ٢٠٢٥ وقتًا مؤثرًا وملهمًا للزيارة. ومع بدء الطبيعة في استعادة جمالها الطبيعي، ما من وقتٍ أفضل من هذا لمشاهدة نهضة هذا الموقع المُدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي؟ ففي النهاية، ستجد في جاسبر بعضًا من أروع المناظر الجبلية في جبال روكي الكندية، إلى جانب البحيرات الجليدية البكر والحياة البرية الوفيرة.

تشمل عطلتنا التي تمتد لـ ١٤ ليلة في جبال روكي، على متن قطار وبحر، ليلتين في جاسبر وزيارة نهر أثاباسكا الجليدي وسكاي ووك، وكلاهما معلمان سياحيان يقعان في منتزه جاسبر الوطني. تجمع هذه المغامرة بين رحلات القطار الخلابة ورحلة بحرية فاخرة في ألاسكا، وتتوج في منتزه جلاسير باي الوطني. سبب آخر للحجز: يحتفل المنتزه بالذكرى المئوية لتأسيسه في عام 2025 – وهو معلم يكرم قرنًا من الحفاظ على البيئة في واحدة من أكثر البيئات البحرية نقاءً في العالم. استمتع بجاسبر على راحتك في عطلة على متن منزل متنقل، مع مواقع استلام في كالجاري وإدمونتون. ولتسهيل تخطيط رحلتك، أطلقت حديقة جاسبر الوطنية خريطة تفاعلية للأماكن المفتوحة، مع تحديث المعلومات بانتظام.

منتجع كلاهوس وايلدرنس وسط المناظر الطبيعية الخلابة لساحل صن شاين في كولومبيا البريطانية، ويوفر بوابةً إلى جمال ديسوليشن ساوند البكر. تُعدّ المنطقة وجهةً مثاليةً لعشاق الأنشطة الخارجية، وغالبًا ما تُقارن بالبحر الأبيض المتوسط بفضل طقسها الاستثنائي ومياهها الهادئة. ولكن هناك سببٌ آخر للزيارة، وهو حصول منتجع كلاهوس على جوائز متعددة لعامي 2024 و2025، بفضل جولاته المصحوبة بمرشدين، والتي تجمع بين مشاهدة الدببة والغوص في أعماق التقاليد العريقة لأمة كلاهوس.

تُقام مشاهدة الدببة الرمادية في خليج توبا البكر، وهو المضيق البحري النائي الذي يضمّ أحد أكثر تجمعات الدببة الرمادية كثافةً في كولومبيا البريطانية. ستسافرون بالقارب إلى منصات مشاهدة مُعدّة خصيصًا، بقيادة مرشدين من أمة كلاهوس الأولى ذوي الخبرة. يمتدّ السفر من أغسطس إلى أكتوبر، حيث تكون الدببة الرمادية في أوج نشاطها خلال موسم تكاثر سمك السلمون. انطلقوا إلى هناك في عطلتنا التي تستمر 6 ليالٍ، حيث يبدأ برنامج الرحلة وينتهي في فانكوفر.

ستبلغ سفينة البريد الملكي “سيغوون”، أقدم سفينة بخارية عاملة في أمريكا الشمالية، عامها المئة في عام 2025، مع عدد من الفعاليات الخاصة المُخطط لها للاحتفال بهذه الذكرى المئوية. بعد ترميم شامل لأيامها الأصلية كـ “نيبسينغ” ذات العجلات المجدافية، أبحرت السفينة التي سُميت حديثًا “سيغوون” لأول مرة في 9 يوليو 1925.

راسية في قلب منطقة موسكوكا في أونتاريو، ستأخذكم هذه السفينة التاريخية في رحلة حنين عبر البحيرات البكر التي جعلت من موسكوكا ملاذًا رائعًا: رحلة سيغوون البحرية، التي وصفتها “ديستنيشن كندا” بأنها “تجربة مميزة”. تُعرف موسكوكا باسم “هامبتونز كندا”، وتتميز بعقارات أنيقة على ضفاف البحيرة، وقرى خلابة، وبرية بكر، وقد زارها مشاهير سابقون، منهم عائلة بيكهام، وغولدي هاون، ومارتن شورت. تجسد مدينة موسكوكا، وهي ملاذ راقي وبسيط في آن واحد، الفخامة الهادئة، وقد كشف الصحفي السياحي أنتوني لامبرت في صحيفة التلغراف عن هذه الوجهة باعتبارها أحدث ملاذ سري في العالم للأثرياء والمشاهير.

انتهى الجزء الأول عن السياحة في كندا وتتبعه أجزاء أخرى.