تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

أسئلة حول أثر الإخوان على الإسلام السياسي السني والشيعي

فبراير 24, 2025 | 0 تعليقات

بقلم ملهم الملائكة

الإخوان المسلمون هي جماعة إسلامية تأسست في مصر عام 1928 على يد حسن البنا، وتهدف إلى تعزيز القيم الإسلامية في المجتمع. بينما تنظيم القاعدة وداعش هما جماعتان إرهابيتان متطرفتان تشتهران باستخدام العنف والتطرف لتحقيق أهدافهما.

لا يوجد ارتباط تنظيمي أو أيديولوجي مباشر بين الإخوان المسلمين وهذه الجماعات الإرهابية. الإخوان المسلمون يدينون العنف ويؤكدون على العمل السياسي والدعوي السلمي، في حين أن القاعدة وداعش تتبنى أفكارًا متطرفة وتستخدم العنف كوسيلة لتحقيق أهدافها. ومع ذلك، قد تكون هناك بعض التشابهات في الخطاب الديني أو الأيديولوجي بين الجماعات الإسلامية المختلفة، لكن هذا لا يعني أن هناك تعاونًا أو ارتباطًا مباشرًا بينها. الإخوان المسلمون قد يختلفون مع القاعدة وداعش في العديد من الجوانب، بما في ذلك استخدام العنف والتطرف. هذه أسئلة وإجابات في مناخ التيارات الإسلامية السياسية بكل أطيافها:

هل توجد شواهد بالأسماء عن عناصر من الاخوان انتقلوا للعمل إلى تنظيم القاعدة وداعش على مدى سنوات الربع الأول من القرن الواحد والعشرين؟

نعم، هناك تقارير وشواهد تشير إلى انتقال بعض الأفراد من جماعة الإخوان المسلمين أو ممن تربوا في فكرها إلى العمل مع تنظيمات متطرفة مثل القاعدة وداعش. ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن هذه الحالات لا تعكس موقف الجماعة ككل، بل هي حالات فردية قد تكون نتاج ظروف شخصية أو تحولات أيديولوجية.

أمثلة على أفراد انتقلوا من الإخوان إلى تنظيمات متطرفة:

أيمن الظواهري: زعيم تنظيم القاعدة السابق، كان في بداياته متأثرًا بفكر الإخوان المسلمين، لكنه انفصل عنهم لاحقًا وتبنى أفكارًا أكثر تطرفًا. يُعتبر الظواهري أحد أبرز الأمثلة على انتقال أفراد من خلفية إخوانية إلى العمل مع تنظيمات إرهابية.

أبو مصعب الزرقاوي: مؤسس تنظيم القاعدة في العراق، والذي تحول لاحقًا إلى ما يُعرف بداعش. كان الزرقاوي متأثرًا بفكر الإخوان المسلمين في بداياته، لكنه تبنى لاحقًا أفكارًا أكثر عنفًا وتطرفًا.

أبو بكر البغدادي: زعيم تنظيم داعش السابق، كان له خلفية إسلامية، وتشير بعض التقارير إلى أنه تأثر بفكر الإخوان المسلمين في مرحلة مبكرة من حياته، قبل أن يتحول إلى التطرف العنيف.

حالات فردية أخرى: هناك تقارير عن أفراد من خلفية إخوانية انضموا إلى تنظيمات متطرفة في سوريا وليبيا واليمن وغيرها من الدول، خاصة بعد اندلاع الربيع العربي وما تلاه من صراعات. الانتقال إلى التطرف غالبًا ما يكون نتيجة عوامل متعددة، مثل الظروف السياسية والاجتماعية، وليس بالضرورة انعكاسًا لموقف الجماعة الأم. وما زالت العديد من الدول والمنظمات الدولية تميّز بين جماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش.

هل تمثل قناة الجزيرة منبرا إخوانيا أم منبرا يدعم الاسلام السياسي السني تحديدا؟

قناة الجزيرة، التي تأسست في قطر عام 1996، تُعتبر واحدة من أشهر القنوات الإعلامية في العالم العربي. طبيعة الخطاب الذي تتبناه القناة وعلاقتها بجماعة الإخوان المسلمين أو الإسلام السياسي بشكل عام كانت موضوع نقاش وجدل واسع. للإجابة على السؤال غير الصعب، يمكن تحليل الأمر من عدة زوايا:

التغطية الإعلامية المنحازة: قناة الجزيرة ينظر إليها على أنها تقدم تغطية إعلامية متعاطفة مع جماعة الإخوان المسلمين، خاصة خلال فترة الربيع العربي (2011 وما بعدها). على سبيل المثال، خلال الأحداث في مصر بعد ثورة 25 يناير 2011، اتُهمت الجزيرة بالانحياز لصالح الرئيس محمد مرسي، الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين.

الموقف السياسي: قطر، الدولة التي تمول الجزيرة، كانت تدعم بشكل علني جماعة الإخوان المسلمين في عدة دول عربية خلال فترة الربيع العربي. هذا الدعم السياسي انعكس على الخطاب الإعلامي للقناة، مما أدى إلى اتهامات بأنها منبر إخواني.

الخطاب العام: الجزيرة تُعتبر قناة إسلامية في توجهها العام، حيث تركز على القضايا الإسلامية وتقدم برامج دينية وثقافية تعكس رؤية إسلامية. ومع ذلك، لا يمكن وصفها بأنها منبر حصري للإسلام السياسي السني، حيث تغطي أيضًا قضايا سياسية واجتماعية متنوعة.

الانحياز الطائفي: هناك انتقادات بأن الجزيرة تميل إلى دعم الإسلام السياسي السني على حساب التيارات الأخرى، خاصة في سياق الصراعات الطائفية في المنطقة، مثل الصراع في سوريا واليمن. ومع ذلك، تدعي القناة أنها تلتزم بالحيادية والموضوعية.

السياسة الخارجية لقطر: قطر، كدولة، كانت تدعم حركات الإسلام السياسي السني في المنطقة كجزء من سياستها الخارجية. هذا الدعم انعكس على الخطاب الإعلامي للجزيرة، مما جعلها تُنظر إليها على أنها منبر يدعم هذه الحركات.

التنوع في الرؤى: رغم ذلك، الجزيرة تستضيف ضيوفًا من خلفيات فكرية وسياسية متنوعة، بما في ذلك من لا ينتمون إلى الإسلام السياسي. هذا التنوع يجعل من الصعب وصفها بأنها منبر حصري للإخوان المسلمين أو للإسلام السياسي السني.

من خصوم الإخوان: اتُهمت الجزيرة بأنها أداة إعلامية لجماعة الإخوان المسلمين، خاصة من قبل دول مثل مصر والإمارات والسعودية، التي تعتبر الإخوان تنظيماً إرهابياً.

من مؤيدي الإخوان: في المقابل، هناك من يرى أن الجزيرة قدمت مساحة للتعبير عن آراء الإخوان المسلمين في وقت كانت فيه وسائل الإعلام الأخرى تهمشهم.

بعد سقوط الاخوان في مصر، هل تطور الاسلام السياسي السني بعيداً عن تأثيرات الاخوان المسلمين؟

بعد سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر في يوليو 2013، شهد الإسلام السياسي السني تحولات كبيرة، ليس فقط في مصر ولكن أيضًا في المنطقة العربية ككل. هذه التحولات تأثرت بعوامل داخلية وخارجية، بما في ذلك القمع السياسي، والتغيرات الإقليمية، وتطور الخطاب الإسلامي. فيما يلي بعض النقاط الرئيسية التي توضح كيف تطور الإسلام السياسي السني بعيدًا عن تأثيرات الإخوان المسلمين:

حظر الإخوان المسلمين: بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، تم تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية في مصر، وتعرضت لقمع شديد من قبل النظام الحاكم بقيادة عبد الفتاح السيسي. هذا القمع شمل اعتقالات واسعة، وحل المؤسسات التابعة للجماعة، ومصادرة أموالها.

تأثير على التنظيم: أدى هذا القمع إلى إضعاف التنظيم الداخلي للإخوان المسلمين في مصر، مما قلل من تأثيرهم المباشر على الإسلام السياسي السني في البلاد.

تفتت حركات الإسلام السياسي وظهور تيارات جديدة: في ظل تغير سياسة الدولة المنتخبة بعد مرسي الاخوان وتشددها، ظهرت تيارات إسلامية جديدة حاولت تقديم نفسها كبديل للإخوان المسلمين. بعض هذه التيارات حاولت تبني خطاب أكثر اعتدالًا، بينما اتجهت أخرى نحو التطرف.

انقسامات داخلية: شهدت جماعة الإخوان المسلمين انقسامات داخلية، حيث اختلف الأعضاء حول كيفية التعامل مع القمع والاستمرار في النشاط السياسي.

دور قطر وتركيا: قطر وتركيا، اللتان كانتا تدعمان الإخوان المسلمين، واصلتا تقديم الدعم لبعض الجماعات الإسلامية في المنطقة. ومع ذلك، تراجع هذا الدعم نسبيًا بسبب الضغوط الدولية والتغيرات في السياسة الخارجية لهذه الدول.

الصراعات الإقليمية: الصراعات في سوريا وليبيا واليمن أدت إلى ظهور جماعات إسلامية مسلحة، بعضها تبني أفكارًا أكثر تطرفًا من تلك التي كانت تتبناها الإخوان المسلمين.

من جانب آخر فقد تطور الخطاب الإسلام وزاد التركيز على الدعوة: بعض الجماعات الإسلامية ركزت أكثر على العمل الدعوي والاجتماعي بدلاً من العمل السياسي المباشر، كرد فعل على القمع السياسي.

التجديد الفكري: ظهرت محاولات لتجديد الخطاب الإسلامي، حيث حاول بعض المفكرين الإسلاميين تقديم تفسيرات أكثر معاصرة للإسلام، بعيدًا عن النموذج الذي قدمته الإخوان المسلمين.

انتقال بعض الأفراد إلى التطرف: أدى القمع واليأس من التغيير السياسي السلمي إلى انتقال بعض الأفراد من خلفية إخوانية إلى جماعات متطرفة مثل داعش والقاعدة.

مواجهة التطرف: في المقابل، ظهرت جهود من قبل بعض الجماعات الإسلامية لمحاربة التطرف ودحض أفكار الجماعات المتطرفة.

ضغوط دولية: تعرضت جماعة الإخوان المسلمين لضغوط دولية، خاصة من دول مثل مصر والإمارات والسعودية، التي تعتبر الإخوان تنظيماً إرهابياً. هذا أدى إلى عزل الجماعة دوليًا وتقليل تأثيرها.

هل أثر الاخوان المسلمون على الاسلام السياسي الشيعي، بأجنحته الموالية لإيران والمتمسكة بتجربة ولي الفقيه؟

تأثير جماعة الإخوان المسلمين على الإسلام السياسي الشيعي، وخاصة الأجنحة الموالية لإيران والمتمسكة بتجربة ولاية الفقيه، هو موضوع معقد ومتعدد الأوجه. العلاقة بين التيارين (السني الإخواني والشيعي الإيراني) تتسم بالتوتر والتنافس في كثير من الأحيان، ولكن هناك أيضًا نقاط تقاطع وتأثير متبادل في بعض الجوانب. فيما يلي تحليل لهذه العلاقة وتأثيراتها:

الاختلافات العقائدية: هناك خلافات عقائدية عميقة بين السنة والشيعة، مما يجعل العلاقة بين الإخوان المسلمين والتيارات الشيعية الموالية لإيران متوترة في كثير من الأحيان.

الصراع على الزعامة الإسلامية: كل من الإخوان المسلمين وإيران تسعيان إلى تقديم نفسيهما كقائدة للعالم الإسلامي، مما خلق تنافسًا على النفوذ السياسي والديني.

النموذج الثوري: تجربة الإخوان المسلمين في العمل السياسي والدعوي ألهمت بعض التيارات الشيعية في كيفية تنظيم نفسها وبناء قاعدة شعبية. على سبيل المثال، النموذج التنظيمي للإخوان المسلمين (السرية، العمل الجماهيري، التركيز على التربية الدينية) قد يكون قد أثر على بعض الجماعات الشيعية.

مقاومة الاستعمار والأنظمة العلمانية: كلا التيارين يتشاركان في معارضة الاستعمار والأنظمة العلمانية في العالم العربي والإسلامي. هذا أدى إلى تعاون محدود في بعض القضايا، مثل دعم حركات المقاومة في فلسطين.

الإخوان المسلمون، كتيار سني، يرفضون مفهوم ولاية الفقيه الذي تتبناه إيران، ويعتبرونه مخالفًا للعقيدة السنية.

التعامل البراغماتي: رغم الاختلافات العقائدية، كانت هناك فترات تعامل براغماتي بين الإخوان المسلمين وإيران، خاصة في سياق دعم حركات المقاومة مثل حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان. ومع ذلك، هذا التعاون كان محدودًا ولم يتجاوز المصالح السياسية المشتركة.

الصراع في سوريا: أحدثت الحرب في سوريا انقسامًا حادًا بين الإخوان المسلمين والتيارات الشيعية الموالية لإيران. الإخوان المسلمين دعمت المعارضة السنية، بينما دعمت إيران النظام السوري بقيادة بشار الأسد. هذا الصراع عمق الهوة بين التيارين.

في اليمن، دعمت إيران الحوثيين (جماعة شيعية زيدية)، بينما وقفت الإخوان المسلمين مع الحكومة الشرعية المدعومة من السعودية. هذا أيضًا زاد من التوتر بين التيارين.

وهناك تشابه في الخطاب الإسلامي بين الإخوان المسلمين والتيارات الشيعية الولائية الموالية لإيران، خاصة في التركيز على العدالة الاجتماعية ومقاومة الظلم. ومع ذلك، يبقى هذا التشابه سطحيًا بسبب الاختلافات العقائدية والسياسية العميقة.

وعموماً فإن تجربة الإخوان المسلمين في الحكم (وتحديداً فترة حكم محمد مرسي في مصر) ربما قد أثرت على التيارات الشيعية في كيفية التعامل مع السلطة وإدارة الدولة، رغم اختلاف النموذج السياسي.

وظلت العلاقة بين التيارين تتسم بالتنافس أكثر من التعاون، خاصة في سياق الصراعات الإقليمية مثل سوريا واليمن. ورغم ذلك، يمكن القول إن الإخوان المسلمين قدموا نموذجًا للعمل الإسلامي السياسي ألهم بعض التيارات الشيعية في كيفية تنظيم نفسها وبناء قاعدة شعبية. في النهاية، تبقى العلاقة بين الإخوان المسلمين والإسلام السياسي الشيعي الولائي الذي ترعاه إيران معقدة، حيث التنافس والاختلاف وحتى التكفير يسير جنباً إلى جنب وجود بعض نقاط اللقاء وتنسيق المواقف في سياقات معينة، ولكن في نطاق محدود.

تابعني

روابط مهمة

مؤلفاتي

مقالات ذات صلة

تأملات بلا قيود حول حرية المرأة

تأملات بلا قيود حول حرية المرأة

بقلم محمد حسين صبيح كبة  قبل أيام مرت علينا ذكرى يوم المرأة العالمي. وفي هذا الأمر يتذكر المرء أمر موضوعة تحرر النساء ومساواتهن بالرجال. يقال فيما يقال إن هناك أربعة دول هي الوحيدة في عالم اليوم التي فيها مساواة كاملة ما بين المرأة والرجل منها فرنسا على أيتها حال....

قراءة المزيد
تأملات في الحكايات والقصص

تأملات في الحكايات والقصص

بقلم محمد حسين صبيح كبة من أجمل القصص التي قرأتها في مطلع شبابي كانت مسرحية توفيق الحكيم الشهيرة الطعام لكل فم. المسرحية تحكي مما تحكيه عن قيام الشاب العربي الذي يدرس في الخارج بعمل رهيب يتمثل في نظرية الطعام لكل فم. هكذا بكل بساطة هي علاقة العنوان بالمسرحية. تدور...

قراءة المزيد
اعذريني…

اعذريني…

وداد عبد الزهرة فاخر* الإهداء دائما لمن نضعه بمكان كبير داخل قلوبنا ، ولسيمون اهدائي وتحياتي.   اعذريني.. فأنا الغر الوسيم واتركيني هائما وسط جنوني .. **** ودعيني.. ادخل القصر الجميل فأنا ذاك الصغير.. اه لو تدرين ما معنى الحنين!! وانا ألفظ قولا كالحميم وخذيني بين...

قراءة المزيد

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *